بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الأمين وآله الطيبين وصحبه الغر الميامين.
موضوع اليوم: الرب رب والعبد عبد.
إن مسألة توحيد رب العالمين والبراءة من الشرك والمشركين هي جوهر الخلافة في الأرض، وسبب الصراع بين الحق والباطل، وهو حقيقة الأمر الذي خلق الله من أجله الخليقة.
فالعلماء الربانيون المخلصون الصديقون هم ورثة الأنبياء والمرسلين، فهمُّهم الأكبر وغايتهم القصوى هو التمسك بالتوحيد الحق وترك الشرك والكفر والفسوق والعصيان والبراءة من ذلك كله ومن أهله الذين ضلوا السبيل ونكصوا عن طريق الحق المبين.
فالعلماء الربانيون يعملون بالتوحيد ويبلغون التوحيد ويتفانون في نصرة التوحيد.
فمن ترك هذا المنهج الحق فليس من العلماء الربانيين وإن حاز علوما شتى وحفظ متونا عديدة وألَّف كتبا كثيرة بل ولو كان من أعلم أهل الأرض فلا يساوي عند الله جناح بعوضة حتى يسلك مسلك الأنبياء والمرسلين ويكون من أئمة التوحيد وعلماء الحق.
وقد يخطئ العالم في أمور علمية وهي مسائل الاعتقاد أو عملية وهي العبادات التي لا تليق إلا بالله، وهذه الأخطاء تكون في أمور اجتهادية ومسائل معتبرة، ويكون العالم قد استفرغ الوسع في طلب الحق وأن تكون المسألة محتملة أي ليست من القطعيات ولا اليقينيات ولم يكن متعصبا ولا منحازا لأهل البدع والأهواء فهذا وإن أخطأ فلا يخرج من دائرة العلماء الربانيين إذا عرف بالصلاح والاستقامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزهد في الدنيا وأهلها وكان نافعا للإسلام والمسلمين.
فالرب رب والعبد عبد، فالربوبية وهي التزام الخصائص التي لا تليق إلا بالله عدم وصف غير الله بشيء من ذلك ولو بمثقال ذرة.
والعبودية هي صرف ما هو عبادة لغة وشرعا للمعبود الحق وحده ولا يجوز صرف مثقال ذرة لغيره البتة.
فالفطرة التي فطر الله الخلق عليها وهي الاعتقاد في عظمة الرب وفي ذل العبد.
فالفطرة السليمة التي لم تتلطخ بالشركيات، والعقل النقي الذي لم يتسخ بالجهالات، واللغة الفصيحة التي لم تعوج بالانحرافات، كل ذلك يؤدي إلى معرفة الحق، ويزيد الوحي المنزل والرسل المبعوثون إلى الخلق بيان الحق وإشاعة النور.
فالإنسان الذي رُزِق فطرة سليمة وعقلا نقيا، فيتكلم لغة فصيحة هذا لا يمكن أن يعتقد في الله النقص أو العيب، فهل يعقل أن الإله الحق والرب العظيم يمكن أن يصيبه العياء أو النسيان أو الجهل أو أن يُغلب ويُقهر أو أن تكون له الزوجة والولد أو أن يبكي تارة وأن يمزح تارة أو أن يكون متعطشا للدماء أو أن يخاف من البشر أن يزاحمه في الربوبية أو أن تكون يد الله مغلولة أو أن يكون الرب فقيرا أو ما إلى ذلك من الترهات والأباطيل والخرافات والأساطير؟
فتعالى الله علوا كبيرا عما يقوله المبطلون.
فكل عيب ينزه عنه المخلوق فالله عز وجل أحق بالكمال من جميع الوجوه من غيره، وكل كمال عند المخلوق بسبب عجزه كالزوجة والولد فالله منزه عن ذلك كله لأنه لا يعجزه شيء ولا يحتاج إلى شيء ولا يفتقر إلى غيره البتة وكل ما سوى الله محتاج إلى الله مفتقر إليه وهو جل وعلا فوق كل شيء وأعظم من كل شيء.
فاليهود وصفوا الخالق بأوصاف المخلوق بل عياذا بالله بأحط أوصاف المخلوق.
والنصارى وصفوا المخلوق عيسى ابن مريم وأمه العذراء وروح القدس وهو جبريل بأوصاف الربوبية والألوهية وصرفوا لهم العبادات القطعية التي لا يحل صرفها إلا لله بل عبدوا الرهبان والقديسين وما إلى ذلك من المشاهد والمواسم والمصائب والجرائم وهذا كله أي تحريفات احبار اليهود ورهبان النصارى من أبطل الباطل الذي يناقض الحق الذي جاءت به الرسل مناقضة كاملة ويضاده من جميع الوجوه، فأصبحت عقائد اليهود والنصارى كفرا بواحا وشركا جليا يناقض ما جاءت به الأنبياء والرسل وما نزلت به الكتب والصحف.
هذا هو العقل الشرعي وهو نور وتأتي الرسالات المنزلة بالبيان الواضح والحجة القاطعة فتكون نورا على نور يهدي الله لنوره من يشاء.
فكلمة رب وكلمة عبد في لغة العرب تفيد المعنى الصحيح الذي جاءت به الرسالات العظيمة وختمت برسالة الإسلام وهي أعظم الرسالات وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم الأنبياء وأجل المرسلين عليهم جميعا صلوات الله وسلامه وبركاته في الدنيا والآخرة.
والعبد في لغة العرب يفيد أنه الذليل الفقير المحتاج الذي لا يقدر على شيء ولا يستطيع شيئا وأضاف الشرع معنى المحبة الكاملة مع الذل التام.
فوصف الرب بأوصاف العبد انتكاسة للفطرة وقلب للغة وجهالة في العقل وكفر في الشرع.
كما أن وصف العبد بأوصاف الرب وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق وهذا كناية على أن من أكل الطعام وضع الطعام أي الغائط والبول، أين لهذا الكائن الذي هذا هو حاله من الربوبية والألوهية؟؟؟
فهناك العديد من الأسئلة الكثيرة التي يجادل بها المبطلون هي من حيث أساسها أسئلة باطلة مناقضة للعقل السليم والفطرة النقية واللغة الفصيحة فضلا عن الشرائع المنزلة.
فمثلا السؤالات الفلسفية السفسطائية كقولهم من خلق الخالق، فالكائن إما أن يكون خالقا أو أن يكون مخلوقا، فالسؤال عمن خلق الخالق سؤال باطل، وكذلك قولهم هل يمكن للخالق أن يخلق مثله فهذا الثاني مخلوق قطعا فلا يوصف بصفة الخالقية والمخلوق مهما عظم شأنه فهو نسبي وليس مطلقا، والسؤال عن قولهم إذا كان الله على كل شيء قدير هل يستطيع أن يميت نفسه فهذا سؤال باطل لأن الله الخالق العظيم المطلق لا يموت ولا ينجب ولا يفتقر ولا يُغلب، وكذلك قول المتكلمين هل يقدر الله على أن يدخل إبليس الجنة وأن يدخل موسى النار، فهذا السؤال باطل من أصله لأن القدرة شيء والحكمة شيء آخر وهم يخلطون بين ذلك فنقول إن الله يقدر على ذلك لا مانع له ولا معجز له لكمال ربوبيته، لكن حكمته العظيمة تأبى ذلك فقد جعل الله لكل شيء قدرا فأهل الجنة هم الأتقياء الأنقياء وفي مقدمتهم الرسل الكرام، وأهل النار هم أعداء الله وأعداء رسله وفي مقدمتهم إبليس اللعين.
وكذلك الأسئلة الواسعة في أسرار الأقدار والعلم السابق والقضاء الرباني وما إلى ذلك مما لا يستطيع الخلق معرفته ويقولون على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
فهذه أسئلة يأباها العقل الشرعي بداهة وتنافي روح الفطرة السليمة.
فكل من اعتقد أن الرب رب وأن العبد عبد سَلِم من هذه الأوهام والخيالات والأباطيل والأساطير.
لا يسأل عما يفعل لكمال علمه وكمال قدرته وكمال حكمته ولأنه الرب.
وهم يسألون لجهلهم وظلمهم وقصورهم وبشريتهم وضعفهم ولأنهم العبيد.
فالرب هو المهيمن القاهر العظيم الحكيم له الأسماء الحسنى والصفات العلى، والعبد هو الضعيف الذليل المربوب المقهور الذي لا يستطيع شيئا ولا يقدر على شيء مهما عظم شأنه بين الخلق فهو في باب الربوبية عدم كما أنه لا يستحق شيئا في باب الألوهية أي أن يعبد مع الله أو أن يتخذ واسطة شركية بين الرب والخلق.
وقد كانت العرب في الجاهلية يعرفون المعاني معرفة دقيقة، فأدركوا معنى الرب ومعنى الإله ومعنى العبد ومعنى النبي، ولهذا رفضوا ذلك عنادا واستكبارا وجحودا، لأن ذلك يصادم مصالحهم واستغلالهم للخلق واسعبادهم للناس ورئاستهم للعرب وغير ذلك من الأهداف والمصالح، كما أنهم موقنون بصدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعظم أمانته.
وقد سمع العرب القرآن الكريم فأيقنوا يقينا جازما أنه من الله عز وجل ولكن العنجهية والعصبية والمصالح الشخصية واستغلال الخلق كل ذلك حال دون الإيمان بالله ورسوله.
ولما بُعِث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونادى في العرب قولوا لا إله إلا الله تفلحوا… بهذه الكلمات البينات أقيمت الحجة على أم القرى أي مكة وما حولها لأنها في غاية البيان والوضوح وهم عرب فصحاء يعلمون حقيقة هذا الكلام وسره.
فالإله في لغة العرب هو الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما وخضوعا فلا يجب هذا الخضوع له إلا وحده لا يشاركه فيه أحد، فبلوغ الحجة القطعية هو قيام الحجة على الخلق، كما أن البيئة التي تكون منورة بأنوار النبوة تقام الحجة فيها على الخلق.
فموضوع إقامة الحجة هل تثبت ببلوغ الحجة أم بفهم الحجة وما ترتب عن ذلك من جدل طويل بين الجهمية والمرجئة من جهة وبين المعتزلة والخوارج من جهة أخرى، كان جدلا عقيما، لأنهم خالفوا الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.
فالأمور القطعية والمسائل الجلية والمباحث الواضحة إذا كانت في أزمنة أو أمكنة لم تنطفئ فيها أنوار النبوة فيكفي بلوغ الحجة لإقامة الحجة.
وإذا كانت الأمور خفية والمسائل غامضة والمباحث عميقة أو كانت الأزمنة والأمكنة انطفأت فيها أنوار النبوة فلا بد من فهم الحجة لإقامة الحجة.
وكذلك كل شخص تعد الحجة أقيمت عليه بما يفهمه أمثاله وأضرابه وأشباهه، فلا غلو في الباب كما تفعل الخوارج والمعتزلة فيعتبرون الحجة قد أقيمت على الخلق، ولا جفاء كما تفعل الجهمية والمرجئة فيبالغون في موضوع فهم الحجة لإقامة الحجة حتى لو كانت كالشمس.
وكذلك في باب العذر بالجهل فقد غلا أقوام وجفا آخرون، ومسألة العذر بالجهل كمسألة إقامة الحجة وبنفس الشروط والضوابط، يضاف إلى ذلك أن المرء مطالب بالبحث عن الحجة كما أنه مسؤول عن رفع الجهل ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
ومن أعجب الأسئلة التي يطرحها الجهلة والمرتدون قولهم هل من دليل على وجود الله عز وجل.
فهذا شك في البديهيات كقول القائل إذا رأى لوحة رسم هل من دليل على أن لها رساما، أو رأى بناية أو عمارة وقال هل من دليل على أنه بناها بَنَّاء؟؟؟
فالسؤال الصحيح من هذا الرسام الذي رسم هذه اللوحة؟
أو من هذا البَنَّاء أو المهندس الذي أقام هذه البناية؟
فالسؤال من هو الخالق وما هي صفاته وما واجب الخلق نحو هذا الرب العظيم؟
هذه أسئلة لا يستطيع العقل وحده الإجابة عنها، فأرسل الله الرسل وأنزل الكتب لبيان حقيقة المعبود بحق وهو توحيد الربوبية والصفات، وواجب العبد نحو ربه من عبادة وخضوع وهو توحيد الألوهية أو توحيد العبودية.
فالعقل السليم والفطرة النقية واللغة الفصيحة علمت أن لهذه اللوحة رساما، ولهذه البناية الرائعة مهندسا عظيما، لكن ذلك لا يؤدي إلى معرفة التفاصيل إلا بالوحي والنبوات والرسل.
فكيف بهذه الأكوان العظيمة والشموس الهائلة والنجوم الكبيرة والمجرات المتنوعة والخلائق العجيبة وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد، وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل.
لكن العقول الضيقة والأفهام السقيمة والجهود الجبارة من قبل أساطين الإلحاد وعمالقة الكفر، كل هذا يعمل لإخفاء نور الشمس في رابعة النهار بالضباب المزيف والأوهام الكاذبة، وهؤلاء قد عرف كفرهم وعداوتهم لله ورسوله وسخروا أذنابهم من العلمانيين وغيرهم لنشر الإلحاد والكفر دونما حجة أو برهان وإنما الجعجعة والسفسطة والعويل والافتراء والفتنة.
لكن العجب من أقوام تؤدي بهم العقول والفطر إلى الإيمان بالرب العظيم، ويوقنون بالقرآن الكريم أنه منزل من عند الله وبأن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله وأن الرب رب وأن العبد عبد، ثم يكثر الاعتراض عندهم اعتراض على أمور كونية وعلى مسائل شرعية.
إن الايمان يلزم منه الخضوع والتسليم، لأنك أيها العبد آمنت بأن الرب عظيم وحكيم ورحيم وعدل وحق فكيف يُعترض على الرب في أمور كونية وأخرى شرعية؟
ومن يعترض ؟
الذي يعتقد أنه عبد عاجز ضعيف ذليل فقير، إن هذا لأمر عجاب.
فالتسليم لله عز وجل الذي رفضه الملأ من قريش لأنه ينافي مصالحهم وجحدوا الرسالة وكذبوا بالكتاب المنزل وهم موقنون في أعماقهم بالحق المبين لكن ذلك لا يزيدهم من الله إلا بعدا، فلماذا تقوم قائمة العلمانيين والحداثيين والإباحيين بحملات التشكيك والفتنة والتضليل؟
بل لماذا يتساءل الناس جهلا منهم على هذه الاعتراضات الباطلة والملاحظات الفارغة.
فسؤال الناس لماذا خلق الله أناسا معوقين وآخرين معذبين وفتنا وأهوالا؟
السؤال ممن؟ من الضعيف للقوي والفقير للغني والجاهل للعليم بل بمصطلح الفلاسفة السؤال من النسبي إلى المطلق، مع أن السائل لا علم له بالقضاء ولا بالقدر ولا بأسرار الكون ولا كيف تجري الأمور إنما هو سؤال شخص لا معرفة له بشيء، ناهيك على أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا ولا أن يغير قدرا ولا أن يحلي مالحا ولا أن يُنور مظلما، فأنت أيها العبد الذليل لا علم لك بشيء ولا تقدر على فعل شيء، مع أن العلم المطلق والقدرة المطلقة هي سر الربوبية.
اللهم إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك فأنت تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر…
فالعليم الحق هو الله جل وعلا والقدير الحق هو الله جل وعلا.
فمعرفتك أيها العبد بحقيقة الربوبية يزيدك إيمانا عميقا حتى في الصور التي تزيد الحائرين حيرة والضائعين ضياعا لأنك ترى قدرة الرب المطلقة وإرادته الكاملة وقدرته العظيمة، لأن العبد يعلم أن وراء ذلك حكمة مطلقة وسرا عميقا لا يعلمه إلا الله.
فالرب رب والعبد عبد هو أكبر باب للتوحيد، وكل من صدق الله في ذلك فقد نجا من الشرك الأكبر ومن الكفر الأعظم، فقد يقع في بدعة شنيعة أو كبيرة فظيعة أو حرام قبيح أو ما إلى ذلك لكنه باعتقاده هذا نجا من سرطان الشرك وجراثيم الكفر شريطة أن يعتقد اعتقادا حقيقيا وبصدق جازم أن الرب رب وأن العبد عبد، وهذه مسألة تبدأ بالعقل السليم وبالاعتبار الصحيح والقياس المعتبر وهو قياس الأولى والفطرة النقية واللغة الفصيحة ثم يغذيها الوحي والرسالات والنبوة والكتب المنزلة.
وقبل ذلك وبعده توفيق الله عز وجل ومعونته وتيسيره، فيقف العبد متذللا داعيا سائلا ربه متضرعا على عتبة الباب، فكلما تعمق العبد في العبودية كلما عظم إيمانه بالربوبية.
ولهذا ذكر القرآن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية في أشرف المقامات، لأنها وسام عظيم يتقلده العبد بين يدي ربه.
وبهذا امتاز الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام أنهم كلما ازدادوا علما بالله وبأمر الله ازدادوا تذللا وتعبدا، بخلاف غيرهم من الفلاسفة والعباقرة والمفكرين كلما تعمقوا في علومهم ازدادوا كبرا وطغيانا واستعلاء.
فالعلماء الربانيون تبع للأنبياء والمرسلين تتحقق فيهم معاني الربوبية الخالصة لله والعبودية التامة للمخلوق، ومن سلك من العلماء غير مسلك الأنبياء والمرسلين كان من علماء السوء والفتنة وأهل الدنيا واتباع المسيح الدجال عياذا بالله.
والحمد لله رب العالمين.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الأمين وآله الطيبين وصحبه الغر الميامين.