بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الأمين وآله الطيبين وصحبه الغر الميامين.
موضوع اليوم: وفاة عالم جليل من العلماء الربانيين وهو الشيخ أبو أويس محمد الأمين بوخبزة رحمه الله رحمة واسعة.
العلماء الربانيون وهم الذين جمعوا بين العلم النافع الموروث عن النبي عليه الصلاة والسلام بفقه الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وفي مقدمة ذلك علم التوحيد الخالص وذلك بإفراد الرب بالعبودية الخالصة من كل شرك أكبر أو أصغر، والامتناع الكلي عن كل الذرائع المؤدية لذلك تعظيما جناب التوحيد وبراءة مطلقة من الشرك وأهله والكفر وذويه إرضاء للباري جل وعلا وامتثالا لأمر الرب سبحانه وتعالى، ولزوم السنة النبوية حذو القذة بالقذة فلا يقدمون على قول المصطفى صلى الله عليه وسلم قول أحد مهما علا شأنه وعَظُمَ أمره، لأنه لا معصوم البتة في هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يعظم عبد في هذه الأمة إلا بمقدار اقتفائه أمر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أن العلماء الربانيين يمزجون علمهم النافع بالعمل الصالح، وهو الاجتهاد في الطاعة والإكثار من العبادة على الوجه المشروع وهو الاهتداء بهدي النبي عليه الصلاة والسلام، فلا طريق يوصل إلى الله جل وعلا إلا الطريق الذي سلكه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكل الطرق المبتدعة لا تزيد العبد من الله إلا بعدا، أما إذا صاحبها الشرك الأكبر فهي ظلمات بعضها فوق بعض مآل أهلها إلى جهنم عياذا بالله وبيس المصير، وقد يزين المبتدعة طرائقهم بالترهات والأوهام وهو سراب في سراب وما ثم إلا الملك الوهاب وسبيل النبي الأواب وطوبى لمن نهج هذا النهج من الآل والأزواج أمهات المؤمنين والأصحاب ومن سلك مسلكهم ونسأل الله أن يجعلنا منهم من ذوي العقول والألباب.
فالعلماء الربانيون يجتهدون في العبادة ويكثرون من النوافل آناء الليل وأطراف النهار، وألسنتهم رطبة بذكر الله، وعيونهم كثيرة البكاء من خشية الله، وكتاب الله أنيسهم حيث ما حلوا وارتحلوا، وإذا رؤوا أحيت رؤيتهم قلوب العباد، وإذا وعظوا الناس شبهوا كلامهم بكلام الأنبياء، فقد وهبهم الله سرا عظيما وهيبة كبيرة وتأثيرا عميقا أحياء وأمواتا…
والعلماء الربانيون أهل خُلُق رفيع وأدب عظيم، يعطون بدون مقابل، وينصفون ولا ينتصفون، وهم كالشجر النافع يضربه الناس بالحجر ويرمي للناس الثمر، جمال في جمال، وحلاوة في حلاوة، وعذوبة في عذوبة، ما لم تنتهك حرمات الله وما دام أعداء الله وأعداء رسوله لم يتجاوزوا الحدود في الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في كتاب الله رب العالمين، فيلبسون لكل حال لبوسها، والأحجام عندهم حيث الأحجام والأقدام عندهم حيث الأقدام، فالعلماء الربانيون مع جيرانهم وإخوانهم وأصدقاءهم بل مع أزواجهم وأولادهم تجد رقة وعذوبة ولطافة وحسن خلق ما لم ينتهك أحدهم حرمات الله تعالى.
وقد ساعدهم على التزام الأخلاق الرفيعة كثرة عبادتهم، وحسن اطلاعهم على تراجم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، كما رقق قلوبهم دراستهم للأدب العربي الرصين والشعر الحكيم مما يغرس في النفس معاني الجمال الرفيع والذوق السليم والعبارات الزكية والمعاملات الرقيقة.
والأمر الرابع عند العلماء الربانيين بعد العلم النافع والعمل الصالح والخلق الرفيع هناك صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والتقويم وقول كلمة الحق غير هيابين ولا مترددين، ولا يبالون بالدنيا ولا بأهل الدنيا إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل، فليسوا مع علماء السوء الذين بدلوا وغيروا ظلما وعدوانا، ولا مع علماء الدنيا الذين أعماهم حب الدنيا حتى سكتوا عن قول كلمة الحق، ولا مع السلبيين المنبطحين الجبناء الذين أعرضوا عن نصرة الحق إعراضا رغبة أو رهبة أو غير ذلك من الأسباب الساقطة التي لا تليق بعوام المسلمين فضلا عن أهل العلم الذين أخذ الله عنهم الميثاق في نصرة الحق والذب عن الشريعة.
فالذي يأخذ ثمنا في مقابل أن يبيع دينه لدنياه فضلا أن يبيع دينه لدنيا غيره، فكل ما أخذ فهو قليل وقليل جدا بالقياس إلى النعم العظيمة والفضل الكبير الذي أعده الله لأوليائه الصالحين وعباده المقربين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب البشر. وقد ذكر القرآن الكريم قصصا كثيرة فيها عبر عظيمة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فقد بينت هذه الآيات وغيرها أن العلماء فيما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم أقسام عدة، فخيرهم من كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر اعذارا إلى الله أي يقومون بالنصح والتقويم والأمر والنهي حتى لا يحاسبوا على التفريط في القيام ببعض الواجب، ولعلهم يتقون ويستجيبون ويرجعون ويتوبون.
وكان مع هؤلاء العظماء أقوام من العلماء السلبيين والمنبطحين الذين لم يكتفوا بترك القيام بالواجب إلى تثبيط هؤلاء العظماء بقولهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا، يثبطون هذه العزائم العظيمة عن القيام بالواجب، وقد ذكر القرآن أن القسم الأول أنجاه الله من العذاب في الدنيا والآخرة، كما ذكر القرآن أن الله عذب المفسدين، وسكت القرآن عن المثبطين فلم يذكرهم مع الناجين ولا مع المعذبين، وكفى بسبب إعراضهم عن القيام بالواجب أن يعاملهم القرآن بالإعراض عن ذكرهم، وإن كان جمع من أهل العلم بالتفسير ذكروا أنهم نجوا بسبب بغضهم للمنكر وأهله.
وقال الله تعالى:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “قال رسول الله ﷺ: “إِنَّ أَوَّلَ مَا دخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّه كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هَذَا، اتَّقِ اللَّه وَدَعْ مَا تَصْنَعُ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ، ثُم يَلْقَاهُ مِن الْغَدِ وَهُو عَلَى حالِهِ، فَلا يَمْنَعُه ذلِك أَنْ يكُونَ أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ إِلَى قوله: فَاسِقُون. ثُمَّ قَالَ: كَلَّا، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، ولَتَأْطرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، ولَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ ليَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ” رواه أَبو داود والترمذي وقال حديثٌ حسنٌ. هذا لفظ أبي داود.
ولفظ الترمذي: “قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَجَالَسُوهُمْ في مَجَالِسِهمْ، وَوَاكَلُوهُمْ، وَشَارَبُوهُمْ، فَضَربَ اللهُ قُلُوبَ بَعضِهِمْ بِبَعْضٍ، وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعتَدُونَ، فَجَلَسَ رَسُولُ الله ﷺ وكان مُتَّكِئًا فَقَالَ: لا والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى تَأطرُوهُمْ عَلَى الحَقِّ أطرًا”.
حديث ابن مسعود في بني إسرائيل فيه بعض الضعف، لكن له طرق، أما حديث الصديق فهو صحيح، رواه أحمد وأبو داود والترمذي بإسناد صحيح.
وأما حديث أبي بكر فقال رضي الله عنه: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تقرؤون هَذِهِ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وإِني سَمِعت رَسُول اللَّه ﷺ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّه بِعِقَابٍ مِنْه”.
فهذا القسم الثالث من العلماء الذين لعنوا على لسان داود وعيسى ابن مريم لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، فكل من رأى المنكر وجالسهم وآكلهم وشاربهم ولو لم يفعل المنكر مثلهم إلا أنه أعرض عن النهي عن المنكر فأدى به ذلك إلى اللعنة عياذا بالله وهي الطرد من رحمة الله عز وجل، فكيف إذا أصبح هؤلاء العلماء وهم علماء السوء يجادلون عن أهل المنكر ويدافعون عنهم ويسمون الدعاة الصادقين والعلماء المخلصين بأنهم فوضويون مشاغبون وأهل فتنة وأنهم خوارج وأنهم كلاب أهل النار وأنهم … وأنهم … وأنهم …
أما القسم الرابع من هؤلاء المفسدين وهو أقبح الأنواع وأشنعها عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلاَنُ مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ” رواه البخاري ومسلم.
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ، يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ” رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
بل ذكر القرآن الكريم هذا الصنف الذي يناقض قوله فعله وسره علانيته وزعمه حقيقته.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “من تعلم العلم ليجاري به العلماء ويماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار”. وهذا حديث ضعيف الإسناد.
فهؤلاء الذين يمارون العلماء أي يجادلونهم بالباطل ليدحضوا به الحق، ويجارون السفهاء فيحلون لهم المحرمات والخبائث بشبه بينة ودعاوى واضحة، فمثلا يقولون في السجائر أن الأصل الإباحة، وفي المخدرات أنها ليست من الخمور المحرمة، وفي الاختلاط الفاحش والأغاني الماجنة وما إلى ذلك من الباطل الصريح أنه جائز مباح وأن تحريمه غلو في الدين وتطرف في الشرع.
هذه هي أقسام العلماء المذكورة في الكتاب الكريم والسنة النبوية، وسيأتي بيان مفصل في إبانه عند الكلام عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند العلماء الربانيين.
فهؤلاء العلماء الأفاضل الذين سبق بيان الكلام عليهم وغيرهم ممن هم على طريقتهم من مشايخنا العظماء وفقهاءنا النحارير رحم الله أمواتهم وبارك الله بركة عظيمة في أحيائهم.
فعلى سبيل المثال شيخنا أبو أويس محمد الأمين بوخبزة رحمه الله العالم الرباني المحقق الأمار بالمعروف والنهاء عن المنكر والناصح الأمين والزاهد الصديق نحسبه والله حسيبه، فقد جمع ألوان الخير، فكان موسوعيا في علوم شتى، وله تخصصات نادرة كعلوم المخطوطات، وعنده رحلات واسعة لقي فيها العلماء الكبار في بلاد متعددة، وله مؤلفات عظيمة، وكان رجلا صالحا زاهدا عابدا مستقيما، وظل يدعوا إلى الله خطيبا وواعظا ومعلما ومربيا أكثر من خمسين عاما حتى أوقفه المجرمون بغير حق، وكانت مواقفه عظيمة فكان يقول كلمة الحق حيثما حل وارتحل، ولقد أرسل رسائل في النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت سبب إيقافه بعد تهديد ووعيد أبى رحمه الله رحمة واسعة أن يتراجع عن قول كلمة الحق، وأيما سؤال سألناه ونحن نصوره إلا أجاب بصراحة نادرة لا يبالي في الله شيئا، وكذلك العلماء الربانيون عبر التاريخ، وسنذكر العديد منهم عندما نصل إلى العلماء الربانيين ومواقفهم العظيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كان الإمام أبو أويس محمد الأمين بوخبزة رحمه الله رحمة واسعة يرد بقوة على الأشاعرة والمتكلمين بحجج دامغة، كما يبين بطلان الصوفية وسخافات الطرقيين إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل، ويقيم الحجة القطعية على المتعصبين للمذهب المالكي بغير أدلة من الكتاب والسنة وفقه سلف الأمة، كما كان رحمه الله رحمة واسعة يذكر بطلان الحزبيين والحركيين وغيرهم ممن انحرفوا انحرافا كبيرا عن منهج السلف وتأثروا بالمدارس العقلية الاعتزالية منها والتي تأثرت بالغرب الكافر والمستعمر الغاشم، وقد بين ذلك بيانا شافيا في تبرئه من هؤلاء جميعا ومن أمثالهم وأضرابهم وأشباههم ممن ضلوا وأضلوا، فكان مثالا واضحا للعالم السلفي والإمام السني والفقيه الحقيقي رحمه الله رحمة واسعة، وكان رحمه الله يحب شيخنا العظيم الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني الإمام الكبير والمجدد الشهير، فقيه الجماعة بالمغرب الاقصى وسيد الطائفة المنصورة ورائد الفرقة الناجية، وطريقته معروفة ومنهجه بَيِّن لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، ونحن على طريقة شيخنا وإمامنا وكبيرنا الهلالي سائرون بفضل الله وماضون بتوفيق الله، ومن لم يقنع بأئمة هذا البلد الكبار فسيُحرم خيرا كثيرا وفضلا عظيما، فهذا شيخنا أبو أويس ومن معه من الكبراء يقرون للشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي بالإمامة والأفضلية والأستاذية وصحة المعتقد وسلامة المنهج فجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين والتوحيد والسنة خيرا عظيما وفضلا كبيرا.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الأمين وآله الطيبين وصحبه الغر الميامين.