سلسلة الدكتور تقي الدين الهلالي

هذه سلسلة خاصة بعنوان : “الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني شيخ الجماعة بالمغرب الأقصى” انطلاقا من قول الله تعالى : «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»[المجادلة : 11].
ولقد اكتملت الدعوة السلفية ونضجت، وأعطت ثمارها، اليافعة وبواكيرها الخيرة، بشيخ الجماعة وسيد الطائفة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني رحمه الله، الذي كان عالما ومحدثا وأديبا وشاعرا فحلا ومجاهدا، جمع الله فيه خصال الخير.
والمنهج السلفي كامل في ذاته، لقول الله عز وجل : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا»[المائدة : 4]، لكن التطور والنضج والاكتمال يحصل باتباع هذا المنهج حسب الظروف والأحوال والمتطلبات والواقع المعيش.
ولقد كان شيخنا تقي الدين الهلالي رحمه الله ذا همة عالية جدا ؛ فتعلم العلوم الشرعية، واللغات القديمة والحديثة، وجاب الدنيا، وأفاد فوائد عظيمة.
وقد مر شيخنا رحمه الله من مراحل متعددة ؛ فبدأ حياته تيجانيا متعصبا، ومالكيا مقلدا، ثم تأثر بمدرسة المنار على يد الشيخ رشيد رضا رحمه الله الذي صاحبه في أرض مصر، وكان رجلا مجاهدا عالميا يعيش آلام أمته وأزماتها ؛ ثم اكتمل عنده الوعي بالمنهج الحق، والفقه بطريقة السلف، والعمل بالموروث عن الصحابة والتابعين والأئمة المهتدين.
فهو شيخنا وإمامنا وقدوتنا وزعيمنا وأستاذنا ؛ ونسأل الله عز وجل أن يرفع درجاته في الجنة آمين.. آمين.. آمين.