الرئيسية / مقالات / سلسلة العلمانية الصهيونية واليسار الدموي / العلمانية الصهيونية واليسار الدموي 01

العلمانية الصهيونية واليسار الدموي 01

لقد تطاول أهل الباطل وأصر أصحاب الزيغ على الطعن في آيات الكتاب المبين والإساءة إلى إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين نبي الهدى ورسول الحق ورحمة الله للعالمين.

وقد تجاوز أعداء الله وأعداء كتابه وأعداء رسوله وأعداء دينه كل الحدود في حربهم على الرسول الأمين والكتاب المبين، ولم يراعوا إلا ولا ذمة وظنوا أن هذه الأمة لن تهتز غضبا لله ورسوله فهاج العلمانيون وماج اليساريون، لكن الرب جل وعلا كان لهم بالمرصاد ففضح باطلهم وكشف زيغهم حتى بدا للعيان أمرهم، و سيجعلهم الله عبرة لمن أراد أن يعتبر والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

إن الفرق الجوهري بين الإسلام الذي هو دين الله وبين العلمانية التي هي فكر بشري أن الإسلام يجعل الألوهية والربوبية والنبوة والوحي والاستقامة أصوله الكبرى، بيد أن العلمانية تعتبر أن الإنسان هو المحور الأساس وأن المرجعية هي الفكر البشري وأن القيم الكونية هي الحاكم الأكبر وأن الدين لا قيمة له في دنيا العلمانية بل هو من العراقيل التي تضيق مسارها وتقيد آفاقها.

إذ البون شاسع والفرق واسع بين أهل الإسلام الذين يعتبرون الوحي الإلاهي منبعهم الأصيل ويجدون في حلاوة العبودية لرب العزة آمالهم المنشودة وبين من يعتبرون الدين أفيون الشعوب وظلامية القرون الوسطى.

الأمر الثاني هو أن العلمانية تريد أن يكون الدين خاضعا لسيطرتها خادما لأهدافها مستدلين بدور الكنيسة في البلاد العلمانية، وإذا لم يكن الدين كذلك فهو إرهاب وتطرف وظلامية وأصولية و………

أما الشريعة فقد جعلها الله في المرتبة السنية والمقام الرفيع فلا تخضع لطاغوت العلمانية ولا جبروت اليسار بل كلمة الله هي العليا وشريعة الرب هي الأسمى.

فالتعايش الذي يطرحه العلمانيون هو أن يكون الدين منبطحا تحت أقدامهم وأن يسيروه حسب أهوائهم و أن يخدم منظومة العولمة الاستكبارية التي تريد إذلال المسلمين وإخضاعهم لسطوة الغاشمين.

ويأبى الإسلام إلا أن يكون الأعلى ولا يرضى المسلمون إلا بأن يكونوا أعزة لقوله عز وجل:آل عمران 139

فلما استحال الجمع بين الحق الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وبين قيم العولمة التي تجعل الإنسان محور الكون وتعتبر الدين أمرا ظلاميا، كما أن التعايش الذي يقصد به إذلال المسلمين تعين شرعا بيان الحق وكشف الزيغ وفضح الباطل نصرة لدين الله عز وجل وتعظيما لمقام نبيه الكريم.

فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر يستطيع أن يقوم بنصرة الحق من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة أن يدع القيام بالواجب الشرعي في النصح والتقويم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فنحن ماضون بإذن الله سائرون بتوفيق الله مستعينون بالباري جل وعلا لا نخاف في الله لومة لائم إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل سلاحنا الكلمة الصادقة التي تعري الزيغ وتكشف الباطل وجيوشنا الأدلة والبراهين والحجج القطعية التي تدمغ العلمانية وتنسف اليسار ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة وليميز الله الخبيث من الطيب ولتستبين سبيل المجرمين.

إننا ندعوا جميع المسلمين للوقوف صفا واحدا مدججين بالعلم النافع ومتوجين بالعمل الصالح في وجه حملات مسخ الهوية وطمس معالم الأمة، لأن الهجوم على آيات الذكر الحكيم والطعن في الرسول الكريم أمر يجعل هذه الأمة مضيعة لأقدس ما عندها مفرطة في أشرف خصائصها، فعلى هذه الأمة أن تقوم بواجبها نحو كتاب ربها العظيم والرسول أندى العالمين حتى يرفع الله درجات هذه الأمة في الدنيا والأخرة.

فإن بيان الحق هو واجب شرعي ابتداء يشتد وجوبه عندما يكون دفاعا ضد من يهاجم الحق نهارا جهارا من قبل أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم.

وفي الختام نسأل الله أن يعلي راية الحق وأهله وأن يهلك الباطل وذويه إنه الجبار القهار القوي العزيز كما نرجو الله جل في علاه أن يحفظ بلدنا هذا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يكفينا شر المفسدين بما شاء وكيف شاء إنه ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه أبو عبد الرحمن عبد الحميد أبو النعيم غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
في 27 ربيع الثاني 1435 هجرية الموافق ل 27 فبراير 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *