الرئيسية / مقالات / سلسلة العلمانية الصهيونية واليسار الدموي / العلمانية الصهيونية واليسار الدموي 03 : الحرية عند العلمانيين واليساريين

العلمانية الصهيونية واليسار الدموي 03 : الحرية عند العلمانيين واليساريين

عند الحديث عن حرية الرأي وحرية الفكر وحرية السلوك الاجتماعي وحرية الحياة السياسية عند العلمانيين واليساريين ومن سلك مسلكهم من دعاة الحداثة تجد كلاما غريبا وتناقضا صريحا تؤكده المعاناة الشديدة التي يعانيها معهم أتباعهم والسائرون على دربهم فضلا عن غيرهم ممن يخالفونهم في العقائد أو المناهج فهم يبيحون لأنفسهم أن يقولوا ما يشاؤون وأن يعبروا عما يريدون سواء كان هذا الرأي سليما أو سقيما وبصرف النظر عن علمية الطروحات أو جاهليتها وفي نفس الوقت يرفضون رأي الغير ويهاجمونه بالسب والشتم والاتهام والافتراء لا بالعلم والحجة والدليل والبرهان.

 فهم دعاة القيم الكونية بتفان عجيب واستماتة لا نظير لها في الوقت الذي يحاربون الدعوة إلى شريعة الرحمن حربا شعواء لا هوادة فيها فكلامهم أنوار ومذاهب غيرهم ظلامية وهمجية خارج التاريخ ولا يقدمون بحوثا علمية هادفة ولا دراسات أكاديمية رصينة إنما التشغيب والضجيج وإثارة الفوضى العلمية وإذا أبطل الباحثون أكاذيبهم وأثبتوا أن القيم الكونية استعمار جديد وهيمنة عالمية وطمس حضاري ومسخ للإنسانية في بوثقة العولمة والحداثة بما يخدم مصالح الشركات العالمية متعددة الجنسيات بتنسيق مع قوى الاستكبار العالمي هاجمك العلمانيون لا برد الحجة بالحجة ولا بصد البرهان بالبرهان ولكن بسيل من القذف والشتائم فهم أبعد الناس عن حرية الرأي والفكر والتعبير، فلو أن أحدهم شتم النبي محمدا صلى الله عليه وسلم بأقبح الشتائم أو طعن في آيات الذكر الحكيم طعنا شديدا لعدوه حرا في فكره ورأيه وإن هذا من قيم الأنوار التي ستخلصنا من ظلمات الماضي ولا يملكون أي حجة علمية ولا برهان بين فإذا رد عليهم من يخالفهم وأثبت بالحجة كالشمس أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم أعظم إنسان في التاريخ وأكبر خلق الله قدرا منذ خلق الله الخليقة أو أن عالما بين أن القرآن معجزة الرحمن وأن أحكامه عدل وحكمة ورحمة وأن الميراث في القرآن هو أعدل حكم مند تحاكم الناس لأخد ميراثهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إذا قرع آذانهم هذا النداء الرباني ثارت ثائرتهم ووصفوا من يخالفهم بالإرهاب والرجعية والظلامية فهم لا يحسنون مراعاة الرأي الآخر إطلاقا ولا يعرفون للحرية مذاقا ويظنون أن التشغيب سلاح يبطل الحجج القطعية والأدلة العلمية.

إنهم يدافعون عن التبرج والعري والتفسخ والانحلال باعتباره حرية في السلوك الاجتماعي لكنهم يحاربون الحجاب والالتزام والحياء والآدب وكأنه ليس حرية لأناس يختارونه عن اقتناع ويلتزمونه عن بينة، إن العلمانيين واليساريين يعتبرون أفكارهم القول الفصل الذي لا يقبل معه قول ولا يلتفت معه إلى رأي ولا قيمة عندهم لأي تعبير وكل فكر لا ينبع من أوساطهم فهو تخلف مردود ورجعية باطلة وفي مجال السياسة فالديمقراطية بكل أساليبها الملتوية من التزوير والتلاعب بمصالح الخلق والتحالفات المشبوهة وآلياتها الشيطانية التي لا تراعي إلا ولا دمة هي المرجع والخلاص وكل من يطالب بغير ذلك من تحكيم شريعة الله والاستظلال بأنوار القرآن والتحاكم إلى العدل الذي لا يحابي أحدا والرجوع إلى النظام القائم على “من أين لك هذا ؟” وهذا كله مما تأباه العلمانية واليسار ومن هو على هذه الشاكلة ممن لا يخاف الله عز و جل ولا يستعد ليوم كان شره مستطيرا.

 فكل قدارة تقدس عندهم وكل نبل يداس بالأقدام وهم لا يفرقون بين الحرية القائمة على النظام العام الذي يصلح الفرد ويخدم المجتمع وبين الفوضى العارمة التي هي فتنة وفساد عريض فإذا لم يكن هذا الذي يمارسه العلمانيون واليساريون هو القمع وفرض السيطرة على الآخرين واستعباد الخلق وعدم احترام آراء الآخرين مما يعد فوضى وظلما واستكبارا في الأرض منافيا للحرية الحقيقية الموافقة للفطر السليمة من مقارعة الحجة بالحجة والرد على البرهان بالبرهان مع احترام أقوال الآخرين المبنية على أسس سليمة مع التواضع في عرض الأفكار من غير غطرسة واجتناب التشغيب والالتواء مما يعد منهجا لصيقا بالعلمانية واليسار.

 لقد انكشف الغطاء وانفضح الأمر فلا شفافية ولا حوار ولا حرية في الفكر والتعبير والسلوك والحياة السياسة إنما هو الكفر والردة والإباحية والتفسخ والغدر والخيانة وتاريخ دموي مخيف وتآمر على الأمة وسلب القدرات والخيرات وضحك على الناس وكذب على الأجيال.

وفي الختام يجب أن يتعاون المخلصون من أبناء هذه الأمة على فضح هؤلاء المتلاعبين بقضايانا والمستغلين لحقوقنا والمتاجرين بمصالحنا وأن نقف وقفة رجل واحد في وجه هذا الطغيان العلماني والغطرسة اليسارية بالحجة والبرهان والعلم والبيان والشفافية في الحوار والتعبير المسؤول والحرية المنتظمة والأمانة في خذمة البلد ابتغاء مرضاة الله وسعيا في الوصول إلى بر الأمان وإذا لم تتضافر الجهود لإحقاق الحق وإزهاق الباطل بالحكمة والموعظة الحسنة طاشت السفينة في بحار الضياع فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه أبو عبد الرحمن عبد الحميد أبو النعيم غفر الله له ولوالديه وللمسلمين في 14 جمادى الأولى 1435 هجرية الموافق ل 16 مارس 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *