الرئيسية / مقالات / سلسلة العلمانية الصهيونية واليسار الدموي / العلمانية الصهيونية واليسار الدموي 04 : علاقة العلمانية واليسار بالاستعمار البغيض

العلمانية الصهيونية واليسار الدموي 04 : علاقة العلمانية واليسار بالاستعمار البغيض

إن من أهداف الاستعمار والاستشراق والتنصير مسخ هوية الأمة وطمس قيمها ولهم في ذلك أساليب عدة وطرائق متنوعة منها تسخير العلمانية الصهيونية واليسار الدموي لتحقيق تلك الغايات.

فالعولمة وحقوق الإنسان وحوار اﻷديان وتلاقح الثقافات والحضارات وما إلى ذلك من مقومات حضارة الرجل اﻷبيض ورغبته في الهيمنة على اﻷمم اﻷخرى في كل الجوانب، تقوم العلمانية الصهيونية واليسار الدموي بالعمل الدؤوب والسهر الدائم لتحقيق أهداف الاستكبار العالمي وإغراق الشعوب في الذل والهوان، فتغدو الثروات الهائلة لقمة سائغة والقرار السياسي خاضعا ﻹرادة طغيان الرجل الأبيض وتمسخ كل الثقافات ولو كانت عظيمة وجميع الحضارات وإن كانت رفيعة لتداس تحت أقدام جبابرة القوى المهيمنة على مسار التاريخ الحديث، بل تسعى العولمة إلى جعل الحياة الاجتماعية واﻷسرية نسخا طبق اﻷصل لحياة الرجل اﻷبيض بل أن يصب الأفراد كأنهم من أبناء ما وراء البحار، ولو سلمت اﻷمم المستضعفة للاستكبار العالمي وسلكت مسلكه وتشبعت بثقافته وأصبحت هذه القرية الصغيرة يحيط بها تمثال الحرية الماسوني ويحدها الجدار العنصري العازل الملطخ بالأعلام الصهيونية على بناء واحد متماسك بكل ألوان الخزي والعار ﻷبى الاستكبار العالمي أن يرفع حذاءه النجس عن إذلالها وأكل ثرواتها وإشعال نيران الفتن بين اﻷفراد والشعوب ﻷن الهيمنة لا تتم إلا باستعباد الآخرين وامتصاص دمائهم والعبث بمقوماتهم، ولا يتم لهم ذلك إلا بمسخ المقومات وطمس خصائص الأمم والشعوب.

فالعلمانية واليسار يتبجحون بالانسياق وراء الغرب بدون قيد ولا شرط ويكرهون كل ما كان شرقيا في بلاد المسلمين مهما عظمت منافعه، فالسعودية وبلاد العرب وتركيا عدو لدود عند العلمانيين واليساريين ﻷنها تذكر اﻷمة بماضيها التليد ومجدها العريق والسيادة والريادة التي رفرفت دهرا طويلا وعزا كبيرا، وأما فرنسا وبريطانيا وأمريكا حماة الكيان الصهيوني ورموز الغطرسة العالمية والاستعباد لكل شعوب اﻷرض فهذه هي اﻷمم العظيمة عندهم واﻷنموذج الذي يجب اقتفاء أثره وسلوك طريقته رغم ما يفوح من روائح كريهة تحكي جرائم التاريخ وانتهاك كل الحرمات والخبث السياسي والفساد العريض، لكن العلمانية واليسار بسبب الخيانة والعمالة وخدمة السفارات وأخذ المعونات وتسهيل الدراسات في معاهدهم ومدهم بكل وسائل التخريب وأساليب الفتنة ليعيثوا في اﻷرض فسادا تحت حماية مكشوفة ورعاية جلية من قبل قوى الشر والفساد، وهذه اﻷمور ليست أسرارا يبحث عنها في المخابئ ولا غوامض يستحيل فك رموزها بل العلمانيون واليساريون يتبجحون بعلاقاتهم بتل أبيب وعواصم الاستكبار ومنظمات الهيمنة والشركات العملاقة متعددة الجنسيات فهم حمل وديع وقط أليف ذليل لمخططاتهم منصاع لأهدافهم نهارا جهارا بصلف واضح وجرأة بالغة، فهم لا يراعون دين اﻷمة ولا ثقافتها ولا حضارتها ولا تاريخها ولا قيمها فهم يحملون معاول الهدم وأدوات التخريب إرضاء ﻷسيادهم وقياما بما أنيط بهم من مهمات معترفين أمام الناس جميعا بتحد سافر أنهم مطالبون برفع التقارير إلى جهات الله أعلم بحقيقتها خضوعا لأسيادهم وخيانة ﻷمتهم وتآمرا على شعوبهم وسعيا في زرع الفتن وإثارة القلاقل مستغلين ما حدث بين الكنيسة المنحرفة ورجال الفكر في أوروبا وبين ما عانته المرأة في بلاد الغرب عبر التاريخ الإنساني من مآس وأحزان وما عاشه المجتمع الأوروبي في العصور الوسطى من ظلمات كان يومئذ المسلمون في عز ومنعة وكرامة وعلو شأن.

اتخذ العلمانيون واليسار عصور الظلمات في بلاد الغرب ذرائع للهجوم على ثقافة المسلمين وقيمهم بإسقاطات عبثية ونفس استعماري بعيدين عن مناهج البحث العلمي والدراسات الأكاديمية العالية.

فهذه هي العلمانية الصهيونية واليسار الدموي، فكيف يتم التعايش مع أناس لا حوار عندهم ولا شفافية ولا تماسك عندهم ولا التزام بالحرية الحقيقية في الرأي والفكر والتعبير، فهم غارقون في أودية الخيانة والتآمر مع التبجح والغطرسة فجمعوا كل رذيلة وتلبسوا بكل نقيصة.

فالإسلام يريد التعايش بحق والحوار البناء والشفافية الرفيعة واﻷمانة والوفاء فلا نرضى البتة أن نكون أذلة خاضعين ولا سلبيين تافهين وإنما نحن أمة عريقة نقود بالحق ولا نقاد بالباطل نبني ولا نهدم نعطي بحق ولا نتسول جاثين على الركب كما يعيش الصغار صغارا وإنما لا يحسن أن يعيش الكبير إلا كبيرا.

فالتعايش سلوكنا لكن بعزة العظماء والحوار سبيلنا لكن مع العقلاء والشفافية تاجنا ﻷن حججنا كالشمس والأمانة والوفاء دثارنا ﻷننا أمة القرآن.المنافقون 8

والله أعلم وأعز وأحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين.

كتبه أبو عبد الرحمن عبد الحميد أبو النعيم غفر الله له ولوالديه وللمسلمين في 19 جمادى الأولى 1435 هجرية الموافق ل 21 مارس 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *