الرئيسية / مقالات / سلسلة العلمانية الصهيونية واليسار الدموي / العلمانية الصهيونية واليسار الدموي 07 : لماذا يريد العالمانيون إدخال السلفيين للعمل السياسي؟

العلمانية الصهيونية واليسار الدموي 07 : لماذا يريد العالمانيون إدخال السلفيين للعمل السياسي؟

إن الشريعة مناقضة للقوانين الوضعية مناقضة تامة، فالشريعة وحي من الله والقوانين الوضعية وضعها البشر المغلوب بالهوى الذي يسعى لمصالحه ويلبي رغباته دونما مراعاة للحق ولا خدمة للخلق.

وإن العمل السياسي في ظل المنظومة العالمانية وفق القيم الكونية فيه مشاقة لله ولكتابه ولنبيه ولعباده الصالحين.

أما العمل السياسي في ظل الشريعة الإسلامية فهو إحقاق الحق وإزهاق الباطل والوقوف عند حدود الله وخدمة الأمة والسعي في صلاح البلاد واستقامة العباد.

إن السياسة الشرعية نابعة من الشريعة الربانية فهي الحق المبين.

أما السياسة الوضعية فهي كالقوانين الوضعية فهي الظلمات والجهالات والفتنة العظيمة والفساد العريض فعندما نرفض السياسة الوضعية والديموقراطية الغربية والحداثة المعاصرة والعولمة الاستخرابية فنحن نرفض دخيلا مشوها ولقيطا بشعا.

لكننا نؤمن بتحكيم الشريعة والعمل بأصول السياسة الشرعية التي تسعى إلى تحكيم القرآن الكريم ونشر السنة النبوية ليعيش الخلق عبادا للرحمن سعداء في الدنيا بأنوار الشريعة وأهل فلاح في الآخرة بدخول جنة عرضها السموات والأرض.

فنحن حينما نعلن أننا نرفض السياسة أو لا نقبل العمل السياسي أي هذه السياسة الوضعية المناقضة لشريعة الرحمن.

أما سياسة الخلق في ظلال منهج الحق فهي واجبة على الأمة لتساس بكتاب الله كما أنه يحرم على الأمة أن تتحكم فيها قوانين الكفار من اليهود والنصارى وأساطين الغرب وزعماء الاستكبار العالمي لأننا أمة عزة لا شعوب ذل.

فالعالمنيون يكرهون الشريعة ويحاربونها ويشوهون أهلها ويفترون الأكاذيب على الصالحين من المسلمين فكذلك أهل الحق يتبرؤون من العالمانية والحداثة والسياسات الوضعية والعولمة المعاصرة والقيم الكونية.

فلماذا إذا يكره العالمانيون شريعة الرحمن؟

ولماذا نرفض نحن القوانين الوضعية والسياسات البشرية؟

أما نحن فنرفض القوانين الوضعية لأنها مستوردة من عدو كافر لا يراعي فينا إلاّ ولا ذمة فهي تخدمه خدمة كبيرة وتسوق الشعوب ذليلة حقيرة وفيها من التناقض والاضطراب الشيء الكثير وهي تخدم صنفا على حساب العديدين وهي تجعل من الأمر الواحد بطولة نادرة أو جرما فظيعا وتستدل بالقوانين على مدح الشيء وبالقوانين على ذمه لأنها بشرية المصدر قاصرة المنهج مليئة بالهوى عاجزة عن تحصيل المقصود فهي ظلمات بعضها فوق بعض.

وأما الشريعة فهي التمام والكمال فلا تناقض ولا اضطراب فهي المحجة البيضاء ليلها كنهارها فهي لا تخدم صنفا ولا تقدم نوعا والكل أمام الشريعة سواء لأن الخلق كلهم عبيد لله لا فضل لعربي على عجمي ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى لأن الرب سيد لهم جميعا وآدم أب لكل الناس.

ولهذا فالعالمانيون يكرهون الشريعة لأنها تمنعهم من الفوضى العارمة التي يسمونها بالحرية والحرية في مقياس الشريعة متوازنة لا عبث فيها ولا صخب والشريعة تمنعهم من أكل أموال الناس بالباطل ومن العبث بالأعراض ومن استغلال النفوذ للمصالح الضيقة فهم لا يتحملون النداء النبوي العظيم “وايم الله لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” … ولا يطيقون القولة العمرية الشهيرة “من أين لك هذا ؟” ولا يريدون محاسبة ولا مناصحة ولا أخذا على يد ولا منعا لباطل ولا وقوفا عند حد.

ونحن نرفض العالمانية الصهيونية واليسار الدموي لما يسعون به في الأرض من فساد كبير وعمالة واضحة وخيانة بشعة وتآمر قبيح.

من أجل هذا كله يريد العالمانيون من السلفيين أن يتنكروا لشريعة الرحمن وأن يعانقوا السياسة الوضعية ويمارسوا العمل السياسي في ظل العولمة الحديثة فيدخل السلفيون إلى معترك السياسة الوضعية حيث النفاق والكذب وأن يكون الرجل ذا وجهين وأن يحضر مجالس أكل أموال الأمة بالباطل وأن يصافح الأيادي الملطخة بدماء الأبرياء من رجالات هذه الأمة ممن أبوا الركوع لأساطين اليسار الدموي وقدموا دماءهم فداء لله رب العالمين.

فهذه الساحة العريضة التي اسمها العمل السياسي وهذه اللعبة التي هي كاسمها تلاعب بالقيم والمبادئ والهوية والتاريخ.

فإدخال السلفيين إلى هذا المستنقع الآسن هو تجريد لهم من حقيقتهم وإغراق لهم في متاهات الضياع فلا دنيا تحصل ولا آخرة ترتجى.

فالدعوة إلى الديموقراطية والعمل السياسي والاندماج مع القوى التقدمية والتسلح بآليه الديمقراطية وممارسة العمل السياسي في ظل هذه العولمة هو مسخ للهوية وطمس للحقيقة وخلط بين الحق والباطل ومزج بين الحلال والحرام ودفن للولاء والبراء وغياب للمقومات الحقيقية للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن التي هي ميراث الأنبياء لا طريقة السياسيين وأصحاب المصالح والراغبين في الدنيا الفانية.

لهذا فإننا ننبه المخلصين من هذه الأمة والصادقين في محبتهم لله ورسوله وتعظيم كتابه ألا ينزلقوا في هذه الهوة السحيقة التي يريد أعداء الملّة إيقاع أهل الحق فيها فهي ألغام قاتلة وفخاخ مسمومة وأما الشريعة ففيها الغناء كل الغناء في الإصلاح والتقويم والنصح والتعليم والبيان والحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم بحق والجهاد الشرعي عند توفر الشروط وانتفاء الموانع وسلوك سبيل السياسة الشرعية بما يكون فتحا عظيما ويمنا عريضا وبركات واسعة.البقرة 60

ونقول للعالمانيين والحداثيين واليساريين ومن صار في كوكبة العولمة تعالوا إلى بيوت الله تاركين كل المناهج المستوردة والأساليب الدخيلة والطرائق المشبوهة والتعامل مع قوى الشر والاستكبار والهيمنة تعالوا إلى بيوت الله ففيها الرحمة وفيها السكينة وأن نتحاور حوار الأحرار وأن نتعاون على بناء هذه الأمة تعاون الأبرار وأن نقف في وجه الاستكبار العالمي وقفة رجل واحد.

و إن وقوفنا جميعا في الصلاة خاشعين لله خاضعين لوحدانيته مترفعين عن أعدائه متمسكين بكتابه هو خير سبيل لإخراج الأمة من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة فإن أبيتم إلا الكفر والردة والدموية والخيانة والغدر وأكل أموال الناس بالباطل والعمالة للسفارات وتنفيد البرامج المستوردة من منظمات وهيئات فسنظل صامدين في مواقعنا في بيوت الله حاملين لكتاب الله ملتزمين بتحقيق شريعة الله عاملين بمنهج الله على هدى من الله فلا حوار مع أهل السياسات الغاشمة ولا عمل مع أهل الردة في دينهم وأصحاب الفساد في دنياهم.

فنحن بفضل الله ومعونته لن تنطلي علينا أكاذيب العالمانيين فتاريخهم الأسود يشهد على حقيقتهم ولن ننساق وراء مؤامراتهم المكشوفة لمسخ هوية الأمة وتذويب الشعوب في بوثقة مصالح أهل الاستكبار.

السلفيون دعاة الحق بالحق للحق دينهم الولاء والبراء وشريعتهم لزوم الحق وترك الباطل وأحكامهم التمسك بالحلال ودفع الحرام وأخلاقهم الوفاء والأمانة لا الغدر والخيانة، سرهم كعلانيتهم وظاهرهم كباطنهم فكل من حسب أن صهر السلفيين في براكين فتنة العمل السياسي فهو واهم وهما بعيدا بل لو ظن ظان خلاف ذلك في أن السلفيين قادرون بفضل الله ومعونته على إطفاء نيران هذه البراكين بالحجة والبرهان والدليل والبيان التي هي برد ورحمة ونور وسلام لكان ظنه سليما لأن أهل الحق هم ورثة الأنبياء وهم أمناء الشريعة وهم شهداء الله في الأرض وهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية نسأل الله تعالى أن يمكّن لأهل الحق بالحق للحق وأن يجعلنا منهم بتوفيقه ومنه وأن ييسر للناس سبل السلام.الأنبياء 104

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد الرسول الأمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه أبو عبد الرحمن عبد الحميد أبو النعيم غفر الله له ولوالديه وللمسلمين في 11 جمادى الثانية 1435 هجرية الموافق ل 11 أبريل 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *