الرئيسية / مقالات / سلسلة إيقاظ الضمير في شكاية ضمير / إيقاظ الضمير في شكاية ضمير 02 – موضوع الإرهاب

إيقاظ الضمير في شكاية ضمير 02 – موضوع الإرهاب

لما اطلعت على شكاية ضمير واستغربت غاية الاستغراب لمطالبتهم بالسجن المؤبد في حقي وأنهم هيؤوا جمعا من المحامين وجدت أسماءهم في الشكاية مع ما ملؤوها من الأباطيل والافتراءات.

ومن أهم ما ورد في هذه الشكاية موضوع الإرهاب وموضوع الحوار وإقصاء الآخر وموضوع التمسك بالمواثيق الدولية والقيم الكونية مع مواضيع أخر.

موضوع الإرهاب

أما الموضوع الأول فعلماء الإسلام يحرمون الفتن ويدعون إلى الطاعة والجماعة بالمعروف ويحثون الناس على الاجتماع لا على التفرق وعلى الإحسان لا على الهدم ولم يشاركوا قط حتى في الأيام السوداء التي بث فيها اليساريون الدمويون الرعب في البلاد وفتنة العباد، وقتلوا وشردوا وأحرقوا الأخضر واليابس مما هو معلوم في تاريخ الأمة المعاصر بالضرورة ولكنهم يحاولون إخفاء معالم الجريمة وهي كالشمس في رابعة النهار ويتظاهرون بأنهم يعادون الإرهاب وقد نشأوا فيه وترعرعوا في أحضانه. ويستحيل أن تجد يساريا لا يؤمن بالعنف الثوري وبأن الدين أفيون الشعوب وبأن الغاية تبرر الوسيلة فهذه هي أصولهم المسمومة وقواعدهم المدمرة في كل بلاد الدنيا لكن أن يلبس الذئب ثوب الحمل ويتظاهر اللص بالعفة فهذا من أساليبهم في تبرير الغاية للوسيلة.

فعلماء الإسلام هم علماء الرحمة لا رؤوس الفتنة، يريدون الخير للبلاد لا الشر والفساد، وهم أهل الجماعة لا الفرقة، والطاعة لا شق العصا مع النصح والتقويم والبيان والتعليم.

فالحكم الشرعي في كل ما كان فيه الأذى للأمة فهو محرم يأتم العبد بفعله ويحاسب على إتيانه لأنه مناقض لمقاصد الرسالة ومرامي الشريعة من حفظ الأنفس والأعراض والأموال.

فالمظاهرات والإضرابات وكل أشكال الفتنة محرم، لكن المطالبة بحقوق الأفراد والجماعات ومصالح الناس بالوسائل التي لا ضرر فيها ولا ضرار فهي مشروعة في دين الإسلام ومستحبة في الشريعة وقد تكون واجبة في بعض صورها.

فإذا كان الإسلام يحرم الفتن ما ظهر منها وما بطن وما دق منها وجل فهو أشد تحريما لما فيه هلاك الأنفس والأعراض والأموال فهي حرام كحرمة اليوم الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام.

فمحاولة إلصاق الإرهاب بعلماء الإسلام الصادقين ودعاته المخلصين فهي من المراوغات الشيطانية والأكاذيب الإبليسية التي نشأ عليها اليساريون الدمويون والعالمانيون المجرمون فهذا تاريخنا وتاريخهم وعلماؤنا ورجالاتهم ومواقفنا وطرائقهم إذا فتحت صفحات التاريخ الحديث فاجأتك الروائح النتنة والصور المذهلة والأصوات المريبة لما فعله أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء هذه الأمة من الجرائم السوداء وهذا معروف في تاريخ اليسار والعالمانيين في هذا البلد الأمين.

فقد أكثر اليساريون الدمويون والعلمانيون المجرمون من اتهام أهل القرآن بالطامات، فنحن نطالبهم بأن يبرهنوا بالحجج الساطعة والبينات الواضحة على هذه الدعاوى الساقطة ويرحم الله من قال: “والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات فأصحابها أدعياء”.

أما نحن فلنا آلاف الحجج القطعية التي لا تحتمل تأويلا في الجرائم الفظيعة التي حصلت من هؤلاء المجرمين الذين يُعتبرون بكل المقاييس أهل إرهاب وفتنة وفساد عريض.

فيا معشر الأدعياء أين حجتكم علينا ؟

وما جوابكم عن أدلتنا؟

فهيهااات هيهاااات

أما التشغيب والمراوغة وطمس الحقائق وتزوير التاريخ والاحتيال على الوثائق وهي أمور أنتم أساطينها، فقد انكشف بحمد الله أمركم وانفضح خبركم وأنتم عاجزون كل العجز في إقناع أتباعكم إلا من رضي بالجمع بين المتناقضات والتفريق بين المتماثلات وأنتم تعلمون علم اليقين أن علماء الإسلام بررة وأن وعاظه صادقون وأن بيوت الله أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وأن القرآن كلام الله ووحيه وهو الشفاء من كل داء والرحمة الواسعة والهداية التامة والبيان الناصع لكنكم للأسف الشديد تحرفون الحقائق وتزيفون الوقائع وتجعلون النور ظلاما والدواء داء خدمة للاستكبار العالمي وتحقيقا لأهداف رخيصة وسعيا لنيل مصالح إنتخابية أو قضايا حزبية.

فأين الإنصاف؟ وأين المروءة؟ وأين الشهامة؟ وأين الشفافية؟يونس 81

إن كلمة الإرهاب terrorisme في ترجمتها اللغوية هي العنف المسلح وفي القاموس السياسي لم يستطع الغرب تحديد معنى واضح لكلمة الإرهاب، لا عن عجز في تحديد المعنى لأنهم إن وضعوا أي تعريف محدد فسينطبق عليهم بالضرورة لكنهم صدروه إلى المستضعفين في الدنيا بمعان يرددها عملاءهم وصنائعهم ظلما وعدوانا حتى ألحقوا الوصف بعلماء الإسلام الأبرار ورجالاته الأطهار بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، بل قلب هؤلاء المجرمون الأمر فجعلوا المستضعف المحاصر المشرد المجوع الذي يقتل ويعذب إرهابيا وجعلوا الصهاينة المتغطرسين العتاة يدافعون عن النفس زاعمين أن هذا أمر مشروع لهم وجعل هؤلاء الخونة من تلامذة الاستكبار العالمي وأتباع السفارات الأجنبية الغزاة القتلة الذين يستعملون كل الأسلحة المحرمة ويبتزون الثروات ويغتصبون الحرمات وييتمون الأطفال ويهدمون البنى التحتية لبلدان المسلمين مدعين أنهم قائمون بالحق وأن من رفض فعلهم وامتنع عن قبولهم وأبى الانصياع لما هو ذل قبيح وخزي عظيم من أبناء هذه الأمة المخلصين والأحرار الصادقين بغيا وعدوانا يصفونه إرهابيا متطرفا مفسدا في الأرض يجب القضاء عليه وإزالته فلا يبقى إلا الركع السجود من أهل الإنبطاح والخضوع للغزاة المستكبرين.

فهذه هي معاني الإرهاب في قاموس العولمة وهذه آثارها الوخيمة في أن يوصف العلماء بالإرهاب والعملاء بالأقطاب.

فماذا بعد هذا العجب العجاب؟

وإذا مارس العملاء سائر أنواع الإرهاب يعد أمرا مشروعا لأن كل ما يرضي الأسياد من أهل الاستكبار العالمي هو الحق وإن كان ظلاما وعندما يسلك العلماء المخلصون سبيل النصح والتقويم ويخافون على السفينة من الغرق ويأمرون بالمعروف بالطريق المعروف وينهون عن المنكر بما لا يكون منكرا حرصا على مصالح العباد في المعاش والمعاد قام أهل الخيانة بوصفهم بأقبح الأوصاف وإلصاق الأكاذيب والافتراءات بهم وترويج الإشاعات المنفرة واستغلال صحافة مسيلمة الكذاب وفضائيات السامري وملتقيات المسيح الدجال العالمية لإبطال الحق ومسخ الهوية وطمس الخصائص وبلبلة العقول وتشكيك العوام وزلزلة المجتمع وإشعال نيران الفتن وما كيد الكافرين إلا في تباب.الأنفال 30الأنفال 36هود 102محمد 11-12

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين.

كتبه أبو عبد الرحمان عبد الحميد ابو النعيم غفر الله له ولوالديه والمسلمين لستة عشر من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وأربعمئة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الموافق 11 أكتوبر 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *