الرئيسية / مقالات / سلسلة إيقاظ الضمير في شكاية ضمير / إيقاظ الضمير في شكاية ضمير 05 – هل كانت رسائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عظماء الدنيا رسائل إرهابية؟

إيقاظ الضمير في شكاية ضمير 05 – هل كانت رسائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عظماء الدنيا رسائل إرهابية؟

هل كانت رسائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عظماء الدنيا رسائل إرهابية؟

وهل كان قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق” هل كان هذا الكلام كلاما إرهابيا؟

كما أنه صرح أن العمل بالشريعة من متطلبات المتطرفين وأن تعليم الإسلام في مدارس المسلمين يجب إزالته لمسايرة العولمة الحديثة وأن الإسلام تجاوزته القيم الكونية ناهيك عن اتخاذ الأمازيغية سلما للعنصرية والفتنة ومهاجمة كل شيء عربي إشارة إلى الطعن في كتاب الله الكريم والإساءة إلى النبي العظيم بل له تصريحات واضحة وانتقادات صريحة مع العلم أن الأمازيغية بريئة من كل هذه الأباطيل والفتن وإننا نحن معاشر الأمازيغ مسلمون مؤمنون نحب الله ورسوله وكتابه العظيم ودينه القويم ونبرأ إلى الله من الأمازيغ الصهاينة الذين يريدون فساد الدين والدنيا .

هذا هو الخلاف الجوهري مع عصيد في تصريحات كثيرة له.

فهل حركة ضمير توافق عصيدا على مذهبه الشاذ وقوله الباطل؟

وهل شكاية ضمير كانت لتحقيق مراده وخدمة أهدافه؟

وأيا كان الأمر فنحن سندافع بالحجة والبيان والقلم واللسان والدليل والبرهان على كتاب رب العالمين الذي نزل به الروح الأمين على قلب النبي الكريم وسننصر رسول الإسلام الذي أرسله رب الأنام مفندين افتراءات اللئام وسنرفع راية شريعة الرحمن لإطفاء ظلمات أهل الأوثان وإبطال مذاهب عبدة الشيطان .

ونبدأ بتوفيق الله ومعونته وتيسيره بأهم مسألة تجرأ فيها هذا الشقي وهي إساءته البالغة في حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسؤال الموجه إلى حركة ضمير هل توافقون هذا الصغير في جرأته على إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين؟

ونرجو من هؤلاء جميعا شجاعة أدبية وجرأة في بيان المعتقد كما نملك نحن ذلك حيث حللنا وآنى ارتحلنا لا نخشى في الله لومة لائم ولا ننهج طرائق أهل النفاق ولا أساليب أصحاب الالتواء.

وهذا ما دعاني أن أقول يوما للشكر كن رجلا وصرح بأن القرآن باطل ولا داعي للاختباء وراء القول بأن الشعب غير واع وأن الأمة متخلفة لأن هذا الزعم من أبطل الباطل فالمسلم يقول الذي يعتقد ويصرح بما يؤمن به ولو كان في بلدان الكفار أو أراض الأعداء ولو كان وحده في وسط أعداد كثيرين إلا أن تكون الرخصة الشرعية بقواعدها المعتبرة .

وليس الأمر عدم وعي الشعوب أو تخلف الأمم ولكنه الإيمان العميق واليقين الصادق الذي تحمله الأمة جمعاء برها وفاجرها نحو كتاب ربها وإزاء نبيها محمد صلى الله عليه وسلم .

هل كانت رسائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إرهابية؟

فنقول لهذا المخذول ولمن سلك مسلكه ممن لا ضمير عنده ولا بصيرة من هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .

إن علاقة المسلمين بنبيهم ليست علاقة عابرة كما تكون مع الملوك والعظماء والنبلاء والأبطال تزول بزوالهم وتنمحي مع الزمن وتصبح من الحفريات التي هي مجرد أطلال أكل عليها الدهر وشرب بل هي علاقة إيمان بالرسالة وتصديق بالنبوة دل عليها البرهان الساطع والدليل القاطع فهي وشيجة قوية وحبل متين لم يحدث لأحد من البشر ولا حصل لإنسان من الناس رغم ظهور العظماء عبر التاريخ .

فابن حزم رحمه الله يقول “من قرأ سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتجرد أيقن أن هذا الرجل نبي بعثه الله ورسول اصطفاه الكريم…” لأنها سيرة رجل فوق المعتاد جاء بكتاب لا عهد للخليقة به وحقق نجاحا لم يحصل لأحد قبله ولا بعده وملك قلوب الخلائق جعلها تهتز في كل زمان ومكان نصرة له وغضبا على من عاداه وهذا لم يتحقق لمخلوق مهما علت درجته .

وابن القيم رحمه الله يقول “إن معرفة النبوة يجب أن يراعى فيها المسلك الشخصي والمسلك النوعي وما تناقلته الكتب وعرفت به الرسل إضافة إلى المعجزات البينات والآيات الواضحات وهذا كله متوفر توفرا ناصعا في حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم مما جعل أعداءه وخصومه وكبار الباحثين والعديد من الدارسين يشهدون له بالعظمة النادرة والعبقرية الفذة التي لم يبلغها أحد من البشر .

وحتى يستيقظ الغافلون إن كان فيهم بقية من ضمير ننقل إليهم ما كتبه أحد كبار اليهود الأمريكيين في اختياره لمئة شخصية في التاريخ تعد هي أعظم الشخصيات المؤثرة في تاريخ البشر وبدأ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس إيمانا به وبنبوته وبرسالته ولكن بتوفر الشروط وتحقق الأسباب التي وضعها للعظمة فكلها موجودة بأعلى صور الكمال في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

فعندما نقول لأعداء النبي محمد صلى الله عليه وسلم إنه أعظم إنسان وإنه أنجح إنسان وإنه أكمل إنسان فكلامنا هذا ليس نابعا عن عواطف جياشة ولا مرتبطا بأساطير تتوارثها الشعوب ولكن بيقين جازم ومعرفة عميقة بهذا المعدن النفيس والسر العظيم .

فعلاقة المسلمين بنبيهم علاقة قائمة على أساس العلم والمعرفة وتنبني على دراية بالمسلك الشخصي الذي هو من هو هذا النبي؟ وبالمسلك النوعي الذي هو ما الذي جاء به هذا النبي؟ وبالشهادات والإرهاصات التي سبقت بعثة هذا النبي وبالمعجزات العظيمة التي جاء بها هذا النبي العظيم يضاف إلى ذلك التغيير الجدري الذي حققه للبشرية جمعاء والنجاحات الرائعة التي وصلت إليها هذه الرسالة المباركة .

لقد حاول أعداء النبي عليه الصلاة والسلام مند بعثته إلى الآن البحث عن العيوب والنقائص لإبطال المسلك الشخصي كما أقاموا جهودا جبارة من قبل المستشرقين والمستغربين ولا زالت الجامعات المعاصرة وخاصة في الشعب المتخصصة بالقضايا اللاهوتية تبحث عن الطعن في الكتاب الذي جاء به والرسول الذي اصطفاه مستعملين كل الوسائل لصد الناس عن سبيل الله.الملك 3-4

لقد كان يعاديه في زمانه مشركوا العرب والمنافقون واليهود والنصارى وجفاة الأعراب فلم يجدوا سبيلا إلى الطعن فيه بل قال قائلهم هو الفحل لا يُجدَع أنفه ثم توالى الأعداء من المستشرقين من كل البلاد وأنفقت الأموال الطائلة للبحث عن نقائص هذا النبي أو عيب الكتاب الذي جاء به وقد توفرت في مَن عاصره أو جاء بعده من أسباب العلم وقوانين الدراية ما يجعله مؤهلا للبحث والدراسة وباءت كل المحاولات بالفشل الدريع فكيف يأتي اليوم من ليس في العير ولا في النفير أن يحشر أنفه في ما لا يحسن أو يهذي هذيانا حتى أوهى قرنه الوعل…..

إن السر العظيم في هذا النبي الكريم أن الله اصطفاه واختاره ووهب له جميع الكمالات فقد تجد رجلا حاول في مجال ما من المجالات فيكون قاضيا عادلا أو عسكريا ماهرا أو سياسيا خِرِيتاً أو زاهدا صادقا أو عابدا ربانيا أو مؤلفا متقنا وأن يكون إلى جانب ذلك جوادا سخيا أو شجاعا قويا أو أبا رؤوفا وزوجا حنونا وصديقا وفيا وجارا حسنا هذه الكمالات كلها لا تجدها في آدمي بصورتها الكاملة في جميع الميادين إلا أن تجدها في محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب صلى الله عليه وآله وصحبه و سلم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

وها هم الأنبياء العظماء من أولي العزم من الرسل وهم خير خلق الله وسادة بني آدم ورفعهم الله مكانا عليا ولم يبلغ أحد من الناس درجاتهم ولا يكاد وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى لم يبلغوا درجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو أعظم منهم شأنا وأكبر قدرا ولم يحققوا عشر معشار ما فعله هذا النبي العظيم فكيف بغيرهم ممن لم يلج عالم الكمالات البشرية المتعددة .

فعندما نشهد نحن معشر المسلمين بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم إنسان نقول هذا الكلام عن اقتناع ينبني على الأدلة ويقوم على الحجج ثم نهمس في أذن الزمان همسة صادقة أعطونا إنسانا من أي أمة وفي أي زمان بل بجمع منهم تحسبونهم بلغوا القمة نقارنهم جميعا بهذا النبي العظيم لتدركوا الفرق الشاسع بين الثرى والثريا لأنه لو وضع في كفة ووضع الخلق في كفة لرجحت كفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما نرفع كتاب الله في علياء السماء ونطالبكم بالإتيان بأي كتاب تعتزون به بأي لغة وآنى كان مؤلفه بل لو اجتمع خلق من العباقرة عندكم والعظماء ممن تعتزون بهم لعجزوا جميعا عن الإتيان بسورة من مثله.الإسراء 88

وسنبحث بتوفيق الله ومعونته في هذه المسالك في الدروس المقبلة حول المسلك الشخصي والمسلك النوعي وشهادات السابقين والآيات النبوية كما ذكر ابن القيم رحمه الله حتى يعلم القاصي والداني من هو هذا النبي العظيم والرسول الكريم.سبأ 46

فها هو القرآن الكريم يدعو الناس إلى التفكر في شأن هذا النبي فرادى باستعمال عقولهم في البحث ومثنى ليخاطب كل شخص غيره لتعميق البحث ثم ينظر هل بهذا الرجل من جنة فعقله كمال العقل وخلقه تمام الخلق ونظافته على الوجه الرفيع ومعاملته للصديق والعدو فاقت كل ما تعارف عليه الناس فتفكروا يا معشر الناس وتدبروا وانظروا وسيروا في الأرض لاستنطاق التاريخ ومحاورة كل الحضارات لتعلموا عظمة هذا النبي الكريم وكمالاته المتعددة وشخصيته النادرة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ ولم يلحق بها نظير عند الأمم .

فكيف بمن لا ضمير عنده ولا فهم ولا علم ولا دراية يعيش في مستنقع المغامرات القذرة والمطاردات الساقطة أن يتطاول على القمم السامقة والاطواد الشامخة ولن يضر السحاب نباح الكلاب.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن مما أدرك الناس من النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.

فهذا بيان للعقول السليمة والألباب الرفيعة والقلوب الزكية والنفوس الطاهرة…البقرة 137-138

لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .فاطر 44يس 82الشعراء 227هود 102

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه أبو عبد الرحمن عبد الحميد أبو النعيم غفر الله له ولوالديه والمسلمين الأحد لثمان خلون من محرم الحرام سنة ست و ثلاثين وأربعمئة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الموافق 2 نونبر2014 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *