الرئيسية / مقالات / سلسلة السلفية / السلفية 10 : السلفية والطرقية

السلفية 10 : السلفية والطرقية

الأنعام 154صراط الله صراط مستقيم وكل الطرق تفرق عن السبيل وتصد عن الحق وقد وصى الله بصراطه المستقيم ومنهجه القويم ودينه الذي هو الحق المبين وسبيله المستنير فكل الطرق المنافية لهذا الصراط فهي سبل المجرمين.المؤمنون 52الأنبياء 92

والأُمة في تفسير بعض الأئمة هي الملة كقوله تعالى:الزخرف 22-23

فالأُمة هنا في الآيتين هي المِلة.

إن السلفية وهي مذهب أهل الحديث وفقه أهل الأثر وهي الإسلام الحق تعتبر الأمة أمة واحدة فتحذر الأمة من الشقاق والفرقة والفتنة والبدع المخالفة للسنة والشرك المنافي للتوحيد والعمل بالدليل المضاد لأقوال الرجال المخالفة للحجة.الروم 30-32

فهذه الأمة هي أمة الجماعة لا أمة الفرقة وأمة المودة لا أمة العداوة وأمة النور لا أمة الظلام وأمة الخير لا أمة الشر.

فالذين يريدون تفريق الأمة إلى طوائف وفرق وطرق صوفية وأحزاب وتكتلات إنما يخالفون نهج القرآن وطريقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأساليب الصحابة والتابعين.الأنفال 46

فطاعة الله ورسوله هي في الاجتماع والاتفاق وإنما تكون المنازعة والفشل في الفرقة والاختلاف.

فالطرقية تدعو إلى الافتراق والسلفية تدعو إلى الاتفاق.

والطرقية ترجع في أصولها إلى التصوف والذوق والوجد والتجليات والرؤى… والسلفية ترجع في أصولها إلى فقه السلف الصالح الملتزم بالكتاب والسنة.

والتصوف هو منهج يخالف في أصوله التربوية منهج السلف الصالح جملة وتفصيلا لأن المناهج مختلفة والطرائق متباينة.البقرة 148

مراحل التصوف

وقد مر التصوف عبر مراحل عديدة وتحولات كثيرة، وهذا قد حصل للفرق الكلامية والمدارس الفقهية والطرائق الصوفية وغيرها من العقائد والمناهج وما إلى ذلك …

فالتصوف مر من مراحل أساسية:

  • المرحلة الاولى: زهد العابدين
  • المرحلة الثانية: تصوف المريدين
  • المرحلة الثالثة: تصوف العارفين

وقد تختلف عبارات الباحثين ومصطلحات الدارسين بالنسبة لهذه التقسيمات فقد قال سامي النشار في كتابه مناهج البحث عند مفكري الإسلام أن التصوف مَر من مرحلة التصوف السني ثم التصوف الفلسفي وفي نهاية المطاف التصوف الخرافي…

المرحلة الاولى: زهد العابدين

أما المرحلة الأولى التي هي مرحلة زهد العابدين كان الأئمة زُهادا عُبادا صالحين، يعظمون السنة ويتعلمون الحديث ويجتنبون البدع يحبون العلماء ويحبهم العلماء، وهذه المرحلة كان فيها الجُنَيد سيد الطائفة والفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم ومالك ابن دينار وغيرهم من السادة الأخيار الذين كان لهم الأثر الكبير في الأمة من جانب التربية والسلوك وتطهير النفس من الرعونات والسعي إلى بلوغ مراتب الكُمَّل من الرجال بالأعمال الصالحة من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة لأن الله برأهم من البدع والأهواء وجعلهم منارات للسنة النبوية ورثوا عن المصطفى عليه الصلاة والسلام تزكية الأنفس وتطهير القلوب والزهد في الخلق بالحق، وهؤلاء أهل لكل مدح وثناء ولا يختلف علماء السلفية منذ الزمن الأول في الشهادة لهؤلاء الأئمة بالفضل والخير والإمامة في الدين.الأنبياء 73السجدة 24

وهذا من أنصاف علماء السلفية يشهدون بالحق لأهله وبالفضل لذويه فلما وجدوا في هؤلاء الأئمة الأوصاف الصادقة والنماذج الربانية شهدوا لهم بالمراتب السنية والدرجات الرفيعة، لكن من بدل وغير أو زاد ونقص، فلكل مقام مقال، فيحاول أهل البدع والضلال أن يختفوا وراء هؤلاء الأطهار حتى لا تنكشف نجاساتهم المعنوية فيجب شرعا أن يميز الخبيث الذي هو المبتدع عن الطيب الذين هم هؤلاء الأخيار الأطهار.

المرحلة الثانية: تصوف المريدين

أما في المرحلة الثانية وهي تصوف المريدين كثرت فيها البدع والوظائف التي لا دليل عليها من السنة وكثرت الزوايا وساد فيها الجهل وعمت الخرافة وانتشرت الأحاديث المكذوبة والموضوعة وشاعت الأساطير فهذه مرحلة مظلمة أصبح فيها التصوف تواكليا يخالف التوكل الشرعي وغرس في الناس المفهوم المقلوب لمعنى القدر، فاستسلموا للبدع وانهاروا أمام العدول وانبطحوا للباطل وذلوا بين يدي المفسدين وكان الواجب عليهم أن ينازعوا الأقدار بالأقدار للأقدار كما قال الشيخ عبد القادر الجيلاني يرد على من فهم الأقدار فهما مقلوبا أو اعتبر التواكل توكلا وهذه مرحلة كانت مناقضة لمراد الشيوخ العابدين وأهل الزهد الصحيح الذي كان في أزمنة الخير وأيام الصلاح، بل لما قيل للجُنَيد رحمه الله أن أقواما انقطعوا عن العبادة زاعمين أنهم قد وصلوا، قال نعم وصلوا ولكن إلى سقر، ولما سئل رحمه الله عن التوحيد قال عزلُ القديم عن المُحدَث، ضربا لكل معاني الحلول والإتحاد ووحدة الوجود، فكان بحق رحمه الله سيد الطائفة.

المرحلة الثالثة: تصوف العارفين

أما المرحلة الثالثة وهي أظلم المراحل وأقبحها وهي مرحلة العارفين حيث امتزجت الفلسفة الغنوصية الإشراقية التي جاءت من فارس والهند بالتصوف فأصبح الحلول والإتحاد ووحدة الوجود هي الطابع الذي يتميز به التصوف وقد أنكر العديد من الزهاد الأخيار هذه الأقوال الفاسدة والعقائد الباطلة وكان الحَلاَّج إمام أصحاب الحلول والإتحاد وقد صدر عنه من الطامات المخالفة للكتاب والسنة ومن الكوارث التي تغرس البدع والزندقة مما لا يقبله مسلم من عوام المسلمين فضلا عن الفقهاء والعلماء والباحثين ومن لهم إلمام بالشريعة.

كما غدَا إبن عربي الحاتمي وإبن الفارض وإبن سبعين والتلمساني وغيرهم أئمة لمذهب وَحدَة الوجود وفي الفتوحات المكية وفصوص الحكم لإبن عربي الحاتمي أصول هذا المذهب وقواعده، وفي التائية الكبرى لإبن الفارض، وهي قصيدة الوحدة وحدة الوجود وغيرها من كتبهم ومؤلفاتهم ما هو واضح لا يحتاج إلى تكلف، ودينهم هذا مخالف لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والرب عندهم عبد، والعبد رب وإن كل الشرائع عندهم سواء فالكعبة والصليب والأوثان كلها شيء واحد والفرعون عارف بالله وغرق في بحار معرفة الله، والشيطان الرجيم موحد لأنه أبى أن يسجد لغير الله، إلى الكثير من الموبقات والعديد من المهلكات التي هي هدم للشريعة ونسف للملة.

وكلام العارفين هو مخالف لمتقدمي القوم مخالفة جوهرية، فضلاً عن كونه من الزندقة عند فقهاء الإسلام وعلمائه، وقد أنكر المخلصون من أهل التربية والاستقامة وسلوك طريقة العابدين أنكروا جميعهم بدع المريدين وزندقة العارفين.

فكيف يقال إن السلفية هي التصوف وهما أمران متناقضان يستحيل الجمع بينهما إلاَّ على سبيل الكذب والإفتراء والبهتان تضليلا للخلق وإفسادا في الأرض ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والله الموعد وعند الرب تجتمع الخصوم.

أصول التصوف

وأصول أهل التصوف تنبني على الذوق والوجد والكشف والإلهام والتجليات وملاقاة الخضر عيانا ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، كما أنهم يعتمدون الرؤى المنامية أصلا من أصول المعرفة، ومسألة التجربة عندهم من أعظم الأصول فإذا صادمت النصوص القطعية والفتاوى الشرعية وأقوال أهل العلم المعتبرين في هذه الأمة أصولهم الباطلة لا يلتفتون إليها لأنهم أصحاب الحقيقة حسب زعمهم، وغيرهم أهل الظاهر محجوبون عن الأنوار والأسرار والحضرة الربانية وحضور المصطفى إلى مجالسهم.

فالعلم الشرعي عندهم مجرد رسوم ورثه ميت عن ميت، أما علم الصوفية حسب زعمهم فقد أخذوه مباشرة عن الحي الذي لا يموت وإذا كان المحدثون يصححون الحديث النبوي بالأدلة والبينات وبمناهج المحدثين الدقيقة فالصوفية يصححون الحديث بالكشف، فقد كُشف لفلانٍ من الشيوخ وتجلت له الأسرار فعَلم أن هذا الحديث صحيح وأن غيره عندهم لا يصح فإذا سُئلوا عن ذلك قالوا هذا الكلام عليه نور فهو صحيح وهذا عليه ظلمة فهو ضعيف، فلو سلك العلماء هذه المسالك لضاع التفسير والحديث والفقه واللغة وكل علوم الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

كما أن الفقه لا يحتاج عندهم إلى القواعد الفقهية والأصول المعتمدة، لأنه إذا تكلم الشيخ في مسألة فقهية فهو الحق وإن خالف النصوص القطعية والإجماع المتيقن.

وفي كتاب الابريز من كلام عبد العزيز الدباغ لأحمد بن المبارك السجلماسي المالكي، من هذا النمط العجيب والعلم الغريب، وفيه أن هذا الرجل الصوفي يقول للمالكي مؤلف الكتاب “هذا ضعيف” أو “هذا صحيح” بالكشف، وفي هذا الكتاب من المصائب العظيمة والموبقات الفظيعة ما تقشعر له الأبدان وهو عند الصوفية من الكتب العظيمة.

الحقيقة والشريعة

إن هذا الأصل الباطل الذي انبنت عليه صروح التصوف هو هدم للدين، فهذا التقسيم باطل من أساسه لأن من زعم من أهل الإسلام أنه سيكون مع شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كالخضر مع موسى فقد وقع في ناقض من نواقض الإسلام لأن القرآن الكريم فيه تفصيل كل شيء وبيان ما يحتاجه الناس في دنياهم وأخراهم وليس به أي نقص حتى يكمل بأقوال الرجال، ولو جمع علم الخلق ووضع في كفة ووضعت أية من كتاب الله عز وجل في كفة لطاشت بعلم الخلق جميعا، ولا يثبت مع اسم الله شيء.

فهذه الأسطورة وهي علم الحقيقة تبيح لهم أن يقولوا ما يشاؤون لأنهم أخذوا علمهم عن الحي الذي لا يموت، وغيرهم من علماء الشريعة الذين يسمونهم أهل الظاهر أخذوا علمهم ميتا عن ميت كما أن رؤيتهم النبي عليه الصلاة والسلام يقظة وهو أمر مُجمع عليه بين الصوفية وينكره الفقهاء والمحدثون، وعند النزاع يجب الرجوع إلى كتاب الله عز وجل، وهم يأبون ذلك لأن أدلتهم مخالفة لأدلة العلماء والفقهاء ويزيدهم بُعدا عن الحق اعتقادهم أنهم يَلقون الخضر ويجالسونه وهو دليلهم في الطريق يحسبونه مددا أمدهم الله به، وأنه لا وظيفة ولا أوراد ولا تسليك للمريدين ولا مرتبة في الطريق إلا بالإذن وهو الخضر، وقد تعلو مرتبة الشيخ عندهم فيعتقدون فيه أنه أخذ ذلك مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، وفي هذا الكلام من المخالفات الشرعية ومصادمة الأدلة القطعية الكثير، بل فيه من الكفر والبواح المخرج عن ملة التوحيد وذلك في من يعتقد أنه يسعه الخروج عن شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه الصلاة والسلام، وموسى كان نبياً لبني إسرائيل فقط ولم يكن مبعوثا للخضر عليه السلام أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد بعثه الله إلى الخلق أجمعين وإلى الثقلين من الإنس والجن، كما أن شريعة النبي عليه الصلاة والسلام كاملة تمام الكمال وناسخة لكل الشرائع ومهيمنة على كل الكتب فلا تحتاج إلى من يضيف إليها شيئا ولا أن يتعقبها بشيء.المائدة 3

يوسف 111

فالشريعة كاملة لا نقص فيها والقرآن فيه تفصيل كل شيء ويهدي للتي هي أقوم والنبي عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ الحق وأدى الأمانة على الوجه الأكمل فجازاه الله خير ما جازى نبيا عن أمته ورسولا عن قومه، ثم إن أصحابه الكرام فقهوا مراد الله ومراد رسوله وبلغوه من غير زيادة ولا نقصان وجاهدوا في الله حق جهاده حتى أوصلوا هذا الدين إلى بلاد الدنيا فما ابتدعوا ولا غيروا وإنما أدوا الأمانة صافية زكية بهية أضاؤوا بها في العالمين …ثم خلفت من بعدهم خُلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فكَدَّروا هذا الصفاء بالبدع ولطخوا هذا الجمال بالأهواء ونشأت على ذلك أجيال وأجيال …ألفوا هذا الباطل وظنوه حقا فإذا بلغهم الدين الخالص الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هاجوا وماجوا وقالوا هذه بدع وأقوال منكرة لأن البدعة أصبحت عندهم سنة والأهواء دينا والفتنة نورا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وإنك إذا جُلت بفكرك حول الزوايا والطرق الصوفية وعند المشايخ المُعظمين ولو كنت على دراية بالقوم، ولو تعمقت في مناهجهم وطرائقهم وأساليبهم، ستجد أن الطرقية مناقضة للسلفية تمام المناقضة وأن التصوف الذي يسمى بالتصوف السني هو تصوف بدعي وأن التربية المعتمدة عند الطرقيين هي تربية مخالفة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعون لهم بإحسان وهذا يحصل بالضرورة فلا يحتاج المرء إلى تأمل أو تعمق لأنها بدع في غاية الوضوح وضلالات لا تحتاج إلى جدل.

وسنذكر بعض النماذج للطرق الصوفية مما شهدناه عيانا أو سمعناه عاليا أو قرأناه من مصادرهم المعتمدة، ولا نستطيع أن نزيد عليهم أو على غيرهم وإن كانوا أهل ردة وزندقة إلا بالحق لأن الله أمر بالعدل وحرم الكذب وأن الله لا يصلح عمل المفسدين.

الطريقة التيجانية

الطريقة التيجانية أسسها أحمد التيجاني، وقد تكلم عليه بإسهاب وإيضاح الأستاذ عبد الكريم الفيلالي صاحب كتاب التاريخ السياسي للمغرب الكبير وقد كان هذا المؤرخ الكبير تلميذا لعلامة المغرب الشيخ محمد بلعربي العلوي شيخ السلفية وعالمها الكبير، وقد كان هذا المؤرخ محبا لشيخه حبا شديدا وقد ذكر أمورا عديدة عن هذا الشيخ الفاضل ودوره في نصرة التوحيد وخدمة السنة وتعليم الأجيال ومجاهدة المستعمر الغاشم مما يجعله من أئمة الدين العظماء في هذا البلد، وظل أمَّارا بالمعروف  ونهَّاء عن المنكر حتى لحق بربه فنسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة.

وذكر الأستاذ عبد الكريم الفيلالي في حديثه عن السلفية في المغرب الكبير وخصها بمجلد خاص تكلم عن التيجاني وطريقته وأصوله بوضوح وبيان بل وتجد فيه صورة التيجاني، كما أن شيخنا الكبير وأستادنا العظيم الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني المفخرة المباركة والإمام العلم والرجل الكبير الذي لم يُعط حقه في البحث والدراسة وهو أسطورة هذا البلد العلمية النادرة فنسأل الله أن يرفع درجاته في الجنة.

هذا الإمام السلفي والعلامة السني وأستاذ الجيل في التوحيد في أماكن متعددة وبلاد متنوعة، كان رحمه الله في أول أمره تيجانيا متعصبا وقد قضى في الطريقة التيجانية تسع سنوات فهداه الله جل وعلا بشيخه محمد بلعربي العلوي فأرشده إلى السنة وعلمه الحق وبين له بطلان ما عليه أهل الطريقة التيجانية وقد فصل شيخنا رحمه الله ذلك في كتابه الهدية الهادية إلى الطريقة التيجانية وقد سمعنا منه مرات ومرات ما وجَده في الطريقة التيجانية من البدع والضلالات وقد كان مصدرا رئيسيا عندنا في معرفة هذه الأباطيل لأنه عاش ذلك برهة من الزمن، ثم إنه يرد عليهم بالحجج الباهرة والأدلة الساطعة وقد دعا أهل البدع كما في كتابه الدعوة إلى الله في أقطار متعددة إلى مناظرات علمية يقضي بينهم العالم الجليل والأديب الألمعي عبد الله كنون رئيس رابطة علماء المغرب في ذلك الزمن رحمه الله فأبى أهل البدع المناظرة وفر أصحاب الأهواء من المحاججة.الإسراء 81-84

-عقيدة التيجانية كما في كتبهم

فالطريقة التيجانية لها عقائد مخالفة للقرآن والسنة النبوية نختار منها مسألة قراءة الفاتح والتي تفضل عندهم عن قراءة القرآن الكريم بمرات ومرات ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، ولو لم يكن عندهم من الكفر والزندقة والضلال المبين والبدع الغليظة إلا هذه المصيبة لكفاهم ويلاً، فكيف وهي حلقة من سلسلة الكفريات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فكيف يقال أن السلفية هي التصوف والتصوف هو السلفية، أما يخشى هؤلاء القائلون بهذا الإفك المبين يوما كان شره مستطيرا يبعث الله فيه الخلائق حفاة عراة غرلا ليس بينهم وبينه حاجب ولا ترجمان.ق 37الحج 46

وقد جاء في بحث نفيس عن الطرق الصوفية (راجع موسوعة الفرق الباب الحادي عشر: الطرق الصوفية الفصل الثالث: الطريقة التجانية المبحث الرابع: الأفكار والمعتقدات المطلب الثاني: عقيدتهم في القرآن …موقع الدرر السنية ) ما يلي:

((يعتقد كثير من التجانيين بأن صلاة الفاتح لما أغلق أفضل من القرآن الكريم، وقبـل أن نذكر النصوص التي وردت في كتبهم في ذلك نذكر نص صلاة الفاتح لما أغلق التي يزعم التجانيون أنها أفضل من القرآن الكريم.
-صلاة الفاتح لما أغلق: ” اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخـاتم لما سبق، ناصـر الحق بالحق، الهـادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم “. 

أما النصوص التي تبين ذلك فنحن نقتصر على بعض منها فيما يلي:

1- قال مؤلف (جواهر المعاني): “… ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق، فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها، فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات، ثم أخبرني ثانياً: أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون، ومن كل ذكر، ومن كل دعاء كبير أو صغير، ومن القرآن ست آلاف مرة ” . (1: 136)

2- ثم هم أيضاً يعتقدون أنها من كلام الله، وفي ذلك يقول مؤلف الرماح أن من شروطها: ” أن يعتقد أنها من كلام الله ” (الرماح: 139)

3- وقال مؤلف (بغية المستفيد): ” … مع اعتقاد المصلي بها أنها في صحيفة من نور أنزلت بأقلام قدرة إلهية وليست من تأليف زيد ولا عمرو بل هي من كلامه سبحانه، وأنها لم تكن من تأليف بشري، والفضل الذي فيها لا يحصل إلا بشرطين: الأول: الإذن والثاني: أن يعتقد الذاكر أن هذه الصلاة من كـلام الله تعالى كالأحاديث القدسية وليست من تأليف مؤلف ” (الدرة الخريدة 4: 128 ، 129)

وهكذا يفترون على الله الكذب، ويزعمون أن صلاتهم وحي من الله، والله تعالى يقول:الأنعام 93

وهم يفضلونها على القرآن، بينما يعتقد أهل السنة أن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.

ولا يخفى على عالم بالعربية ركاكة لفظ هذه الصلاة وما فيها من المجاهيل فما هو الذي أغلق وفتحه الرسول… وما هو الذي سبق؟! وكيف يكون هذان السطران أفضل من القرآن الكريم المعجز…؟ ولا عجب في هذا الكذب فقد زعموا أيضاً أنها نزلت من السماء. فقد قال الفوطي مؤلف كتاب (رماح حزب الرحيم): “ويجب أن يعتقد الذاكر أنها من كلام الله” (رماح حزب الرحيم) (2/139)، وقال مؤلف كتاب (الدرة الخريدة): “ويعتقد المصلي أنها في صحيفة من نور أنزلت بأقلام قدرة إلهية وليست من تأليف زيد ولا عمرو بل هي من كلامه سبحانه وتعالى” (الدرة الخريدة) (4/128)، وقال صاحب (الجواهر) أيضاً: “.. إنها لم تكن من تأليف البكري ولكنه توجه إلى الله مدة طويلة أن يمنحه صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثواب جميع الصلوات وسر جميع الصلوات وطال طلبه مدة ثم أجاب الله دعوته فأتاه الملك بهذه الصلاة المكتوبة في صحيفة النور ثم قال الشيخ فلما تأملت هذه الصلاة وجدتها مكتوبة في صحيفة من النور ثم قال الشيخ فلما تأملت هذه الصلاة وجدتها لا تزنها عبادة جميع الجن والإنس والملائكة قال الشيخ وقد أخبرني صلى الله عليه وسلم عن ثواب الإسم الأعظم فقلت: إنها أكثر منه فقال صلى الله عليه وسلم بل هو أعظم منها ولا تقوم له عبادة” (الجواهر) (ص96) أ.هـ.

وقال في بيان فضلها: “وأما فضل صلاة الفاتح لما أغلق الخ.. فقد سمعت شيخنا يقول كنت مشتغلاً بذكر صلاة الفاتح لما أغلق حين رجعت من الحج إلى تلمسان لما رأيت من فضلها وهو أن المرة الواحدة بستمائة ألف صلاة كما هو في وردة الجيوب. وقد ذكر صاحب (الوردة) أن صاحبها سيدي محمد البكري الصديقي نزيل مصر وكان قطباً. قال إن من ذكرها ولم يدخل الجنة فليقبض صاحبها عند الله، وبقيت أذكرها إلى أن رحلت من تلمسان إلى أبي سمعون فلما رأيت الصلاة التي فيها المرة الواحدة بسبعين ألف ختمة من دلائل الخيرات تركت الفاتح لما أغلق واشتغلت بها وهي (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تعدل جميع صلوات أهل محبتك وسلم على سيدنا محمد وعلى آله سلاماً يعدل سلامهم) ولما رأيت فيها من كثرة الفضل ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات، ثم أخبرني ثانياً أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ومن القرآن ستة آلاف مرة لأنه من الأذكار..” (جواهر المعاني) (1/94) أ.هـ.

ولا يخفى ما في هذا من الكذب والتلفيق، ولا يخفى أيضاً أن تصديق مثل هذه الترهات تكذيب لله ولرسوله فقد قال تعالى:المائدة 67المائدة 3

ولا غرو فقد فضل التجاني هذا نفسه على جميع الصحابة والتابعين وجميع الأمة أجمعين وادعى الولاية العظمى والغوثية وختم الأولياء.

وقال علي حرازم: “ومما أملاه علينا رضي الله عنه قال: ولو اجتمع جميع ما تلته الأمة من القرآن من بعثته صلى الله عليه وسلم إلى النفخ في الصور لفظاً لفظاً فرداً فرداً في القرآن ما بلغ لفظة واحدة من الإسم الأعظم وهذا كله بالنسبة للاسم الأعظم كنقطة في البحر المحيط، وهذا مما لا علم لأحد به، واستأثر الله به عن خلقه، وكشفه لمن شاء من عباد، وقال رضي الله عنه: إن الاسم الأعظم هو الخاص بالذات لا غيره وهو اسم الإحاطة ولا يتحقق بجميع ما فيه إلا واحد في الدهر وهو الفرد الجامع، هذا هو الاسم الباطن، أما الاسم الأعظم الظاهر فهو اسم الرتبة الجامع لمرتبة الألوهية من أوصاف الإله ومألوهيته وتحته مرتبة أسماء التشتيت، ومن هذه الأسماء فيوض الأولياء فمن تحقق بوصف كان فيضه بحسب ذلك الاسم، ومن هذا كانت مقاماتهم مختلفة وأحوالهم كذلك وجميع فيوض المرتبة بعض من فيوض اسم الذات الأكبر، وقال رضي الله عنه: إذا ذكر الذاكر الاسم الكبير يخلق الله من ذكره ملائكة كثيرة لا يحصي عددهم إلا الله ولكل واحد من الألسنة بعدد جميع الملائكة المخلوقين من ذكر الاسم ويستغفرون في كل طرفة عين للذاكر أي كل واحد يستغفر في كل طرفة عين بعدد جميع ألسنته، وهكذا إلى يوم القيامة، ثم قال رضي الله عنه: سألت سيد الوجود صلى الله عليه وسلم عن فضل المسبعات العشر وإن من ذكرها مرة لم تكتب عليه ذنوب سنة، فقال لي صلى الله عليه وسلم: فضل جميع الأذكار وسر جميع الأذكار في الاسم الكبير، فقال الشيخ رضي الله عنه: علمت أنه أراد صلى الله عليه وسلم جميع خواص الأذكار وفضائلها منطوية في الاسم الكبير، ثم قال رضي الله عنه: يكتب لذاكر الاسم بكل ملك خلق الله في العالم فضل عشرين من ليلة القدر ويكتب له بكل دعاء كبير وصغير ستة وثلاثون ألف ألف مرة بكل مرة من ذكر هذا الاسم الشريف، وقال رضي الله عنه: فمن قدر أن ذاكراً ذكر جميع أسماء الله في جميع اللغات تساوي نصف مرة من ذكر الاسم من ذكر كل عارف” )) انتهى

وفي هذه المباحث النفيسة التي تم نشرها في هذا الموقع تكلم أصحابها عن عقائد التيجانية في الله وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم في التجاني.

كما أنه ذكر هذا البحث النفيس العديد من الطرق الصوفية ومناهجها ومبادئها وأصولها ومعتقداتها مما هو زندقة صريحة وكفر بواح منافية للتوحيد الحق في أبواب معينة وما هو بدع وضلالات وانحرافات مخالفة للسنة النبوية الصحيحة.

فمن أراد التفصيل فليرجع إلى هذا البحث وغيره من الدراسات الدقيقة التي تنقل من كتبهم البدع الكفرية والأهواء المضللة مما يحصل به اليقين أن التصوف بدعة وضلالة وفي بعض جوانبه كفر وزندقة وكل هذا يخالف السلفية مخالفة قطعية ويناقضها مناقضة كاملة من كل الجوانب وجميع الوجوه ولكن مما أدرك الناس من النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت.

فالإسلام دين التوحيد، فقد أزال جذور الشرك وأبطل الخرافة والدجل والسحر والكهانة ليتحرر الخلق من عبادة الأوهام وغرس في الناس توحيد الله وتعظيمه ومحبته وأن كل ما سوى الرب أوهام وسراب.

كما أن متابعة النبي عليه الصلاة والسلام حذو القذة بالقذة دين وشريعة وملة وتوحيد، فلا يجوز أن تقدم أقوال الرجال العارية عن الدليل على كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة التوحيد شرك ومنازعة السنة ابتداع في الدين، فكل ما عليه الطرقيون على اختلاف مسمياتهم هو مصادمة لشريعة رب العالمين، ومن أقبح ما عندهم وأشنع هو القبورية وعبادة الأضرحة وتقديس المشاهد ودعاء غير الله فيما لا يليق إلا بالله، وصرف أنواع العبادات التي لا يجوز صرفها إلا للباري جل وعلا.

وخلاصة الكلام أن الطرقية مناقضة للسلفية مناقضة كاملة، فالقول بأنهما شيء واحد كالقول بأن النور والظلام أمر واحد وهذا معلوم بطلانه بالبداهة.النمل 59-60المؤمنون 91الأنبياء 22الإسراء 42يونس 31العنكبوت 61العنكبوت 63المؤمنون 84-89الأعراف 172آل عمران 190

فالله جل وعلا هو رب العالمين وكل ما سواه مخلوق مربوب مقهور لا يقدر على شيء ولا يستطيع شيئا إلا بإذن الله أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون.مريم 88-96

كيف تكون الطُرقية سلفية أو السلفية طرقية وهم يختلفون في أصل الدين وهو التوحيد، ويتنازعون في الشريعة بين السنة والبدعة وفي المناهج بين الدليل وأقوال الرجال وفي التربية بين أتباع النبي عليه الصلاة والسلام حذو القذة بالقذة وسلوك طريقة أصحابه الكرام والتابعين لهم بإحسان وبين أساطير الطُرقية وأوهام الصوفية وخرافات الزوايا والأقوال المخالفة للأدلة والمصادمة للحجج.

و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن سلك مسلكه واقتفى أثره نسأل الله أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

حسبي الله ونعم الوكيل وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

كتبه عبد الحميد أبو النعيم غفر الله له ولوالديه وللمسلمين يوم الثلاثاء السادس من رمضان عام ست وثلاثين وأربعمئة وألف بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الموافق 23 يونيو 2015م.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *